ولا شك في أن تصوير نسب الشيخ علي يوسف في هذه الصورة أمر لا يتفق مع الحقيقة بل دعا إليه ما تمكن في قلوب أعدائه من غل وحقد. فالشاعر يقول أن التحقيق التاريخي أثبت أن نسب الشيخ علي يرجع إلى أسل مسيحي أجداده يسى وبطرس وعبد النور. ويدعي أنه ذهب إلى بعض المسيحيين وشكا إليه من سوء ما فعل الشيخ علي الذي صحت نسبته إليهم. فأجبت بأن المسيحيين منه براء مذ صار مسلما. ثم ينتهي من ذلك إلى نتيجة وهي أن الشيخ عليا بفعلته الشنعاء قد أغضب من في السماوات ومن في الأرض.
وقد شغل الرأي العام في مصر بهذا الموضوع مدة من الزمن وأصبح حديث الخاصة والعامة. ونظرت المحكمة الشرعية المنعقدة برياسة الشيخ أحمد أبي خطوة هذه القضية واكتضت قاعة الجلسة بالمشاهدين وبينهم جم غفير من علية القوم وأكابرهم.
المصريون أعاجم
ووقف محامي السادات يطعن في نسب الشيخ علي فقال إنه عجمي لا يعرف له أب. ثم قال أن عامة أهل القرى والأمصال في هذه الديار أعاجم إلا من له نسب كالسادة الوفائية. ثم قال أن الشيخ عليا من قرية صغيرة في الصعيد تسمى بلصفورة أهلها كلهم أعاجم فكيف انفرد الشيخ علي بينهم بالنسب. ثم التفت المحامي إلى جمهور الحاضرين وسألهم عن نسب موكله وعدم كفاءة الشيخ على الزواج ببنت السادات فصاحوا كلهم في الجلسة نعترف بشرف السادات وتنكر نسب الشيخ علي، ولم يشذ عن الجمهور سوى محمد أمام العبد الذي كان يحرر في المؤيد، فالتفت إليه أحد الحاضرين وقال: شهادة العبد تحتاج إلى إبراز ورقة العتق.
الصحافة حرفة دنيئة
ولما فرغ المحامي من الطعن في نسب الشيخ علي انتقل إلى الطعن في حرفته فكان مما قاله:
(. . . ولنتكلم عن الحرفة فنقول أن حرفة الجرائد المحترف بها حضرة الشيخ علي هي حرفة دنيئة في الأصل؛ والدليل على ذلك أننا رأينا عوام الناس ممن لا حرفة لهم يتخذونها حرفة للتعيش بخلاف بقية الحرف الدنيئة فإننا لم نر من مارسها بغير بضاعة لها. وكيف