للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا تكون أدنى الحرف وهي ليست إلا عبارة عن الجاسوسية العامة وهي المعدة للإشاعة وكشف الأسرار والله تعالى قول (ولا تجسسوا)

جهل الشيخ علي

ثوم انتق إلى الكلام على جهل الشيخ علي يوسف فقال:

(. . . وماذا نقول في رجل يتعرض لتحرير الجرائد وهو لا يعرف مواقع القارات، فقد جاء في جريدته يوما قوله

(إن الله شرف القارة الأفريقية بالبيت الحرام مع أن البيت الحرام في آسيا كما يعلمه أطفال المكاتب ومنه قوله في عدد آخر القلعة المعزية بنسبها إلى المعز لدين الله، والحقيقة أنها القلعة الناصرية منسوبة لبانيها صلاح الدين بن يوسف بن أيوب. ومنها قوله في عدد آخر (هارون الرشيد وجعفر المنصوري) مع أن الصواب هارون الرشيد وجعفر المنصور. فإن قيل إنه أخطأ في الرشيد قبله في العوام كثير فقياسه المنصور عليه أشد خطأ وقبحاً لأنه اجتهاد في غير محله. ومنه قوله رأوا بيت أبي نؤاس:

وإذا المطي بنا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال حرام

انه في مدح النبي عليه السلام وإنما مدح به أبو نؤاس محمد الأمين في القرن الثاني من الهجرة، إلى غير ذلك مما يضيق به المقام.)

وكان محمد بك أبو شادي صاحب جريدة (الظاهر) خصما لدودا للشيخ علي يوسف ففتح للشعراء بابا على صفحات جريدته سماء (عام الكفء)، وفي ذلك يقول أحد الشعراء

قد كان عام الكف فصلا جامعا ... من أفكه الأقوال للشعراء

واليوم عام الكفء يأخذ دوره ويكون ميدانا إلى الآباء

هل بعد هذا للمؤيد عبرة ... إن كان معدودا من العقلاء

هذا قصاص في الحياة يناله ... من كان معتديا على الشرفاء

ومن عجائب المصادفات أن لفظي (كف) و (كفء) لا يختلفان كثيراً في الرسم وقد عرض الشاعر في هذه الأبيات للنوادر والملح والفكاهات التي وقعت في هذين العاملين والتي جادت بها خواطر الشعراء والكتاب. ثم ذكر في كثير من الشماتة أن جريدة المؤيد قد عوقبت في هذه الحملات التي شنها عليه خصومه وذلك لما اقترفه من التشهير فيما سماه

<<  <  ج:
ص:  >  >>