وقد حكمت المحكمة الشرعية بعدم كفاءة الشيخ علي في هذا الزواج فأبطلته وقضت بفسخ العقد. وفي هذا الموضوع يقول حافظ إبراهيم:
وقالوا المؤيد في غمرة ... رماه بها الطمع الأشعبي
دعاه الغرام بسن الكهول ... فجن جنونا ببنت النبي
فضج لها العرش والحاملوه ... وضج لها القبر في بئر
ونادى رجال بإسقاطه ... وقالوا تلون في المشرب
وعدوا عليه من السيئا ... ت ألوفا تدور مع الأحقب
وقالوا لصيق ببيت الرسو ... ل أغار على النسب الأنجب
وزكى أبو حطوة قولهم ... بحكم أحد من المضرب
وهذه الأبيات جاءت ضمن قصيدة مطلعها:
حطمت اليراع فلا تعجبي ... وعفت البيان فلا تعتبي
وفيها يعبر حافظ عن شعور شديد بالألم والحزن على ما وصلت إليه أحوال البلاد. فحينما كان الأجانب يزدادون توغلا في مرافق الأمة الاقتصادية وكانت يد الاحتلال تقبض بشدة على رقاب المصريين كان الرأي العام مشغولا بهذه الصغائر، وذلك بفضل الصحف التي تركت معالجة الشؤون الحيوية وانهمكت في مسائل شخصية تافهة وحشت أعمدتها بألفاظ الشتائم والسباب.
وفي الأبيات المتقدمة يحكي لنا حافظ ما يقوله أعداء الشيخ علي يوسف في موضوع الزواج. فهو في نظرهم قد سقط سقطة شنيعة وأتى أمرا لا يتفق مع سنه وهو كهل ولامع عمله وهو صحفي مهمته الوعظ والإرشاد وتقويم المعوج وإصلاح الفاسد. وهذا العمل الشنيع في نظرهم قد ضج له العرش والملائكة والضريح النبوي. ومنهم من نادى بإسقاطه لأنه لم يكن وطنيا صادقا بل كان يلبس لكل حال لبوسها. فإن صفا الجو بين الخديو والإنجليز انضم إلى جانب المحتلين وطفق يمتدح سياستهم ويتغني بها؛ وإن حدث غير ذلك تغير تباعا للظروف. وهو في نظرهم يدعى لنفسه نسبا يلصقه ببيت النبوة. وقد اختلق هذا النسب اختلاقا وظل يخدع الناس ويوهمهم أنه من آل البيت حتى جاء أبو خطوة