وهذا كله وليد الحقد والضغينة التي طفحت بها قلوب خصوم الشيخ علي، فصوروه في صورة رجل خارج على القانون الوضعي والسماوي، خارج العرف والتقاليد! خارج على أبسط قواعد المروءة، خارج على الأخلاق التي تواضع الناس عليها. كما صوروه في صورة مجرم خطف فتاة عذراء من بيتها وغرر بها وخدعها وهو بهذا العمل قد أنكر تعاليم الشريعة الإسلامية وأغضب الله وأغضب رسوله باعتدائه على فتاة من آل بيته على هذا الوجه القبيح قال محمد أبو شادي من قصيدة رفعها إلى الشيخ أبي خطوة قبل أن يفصل في القضية
الله ينظر والإسلام ينتظر ... والحق يجأر والبهتان يأتمر
وفي ذمامك شرع الله فارع له ... عهد الوفاء وأنت الحافظ الحذر
وفي يديك لآل المصطفى شرف ... وعرض طهر فلا يلحقهما الكدر
ومنها.
جناية ثلمت عرض النبي وهل ... جناية مثلها يا عدل تغتفر
جناية ضجت الأملاك ذاهلة ... منها وأرجت الأفلاك والعصر
فأنت ترى كيف لجأ الشاعر إلى إثارة العواطف الدينية، فالله ينظر، والإسلام في مشارق الأرض ومغاربها يترقب الحكم، والحق يستصرخ ويستنجد، والباطل يجد في الدس والكيد حتى ينتصر على الحق. وهذا الزواج جناية ليس بعدها جناية لأنها خدشت عرض الرسول وتحدث عنها من في السماوات ومن في الأرض وهكذا جد الشاعر في الضرب على وتر حساس وصور الشيخ عليا خارجا على الإسلام محطما لأحكام الكتاب والسنة؛ ثم دعا إلى نصرة الإسلام بإبطال هذا الزواج لأن في ذلك ما يرضي الله ورسوله بعد أن أغضبها الشيخ علي إغضابا شديدا. ولا شك في أن الضرب على هذا الوتر وإشعال العواطف الدينية على النحو المتقدم قد لعب دورا هاما في القضية فجاءت النتيجة كما يحب خصوم الشيخ علي وإبطال الزواج
ولم يترك خصومه بابا يصلح للهجوم عليه إلا ولجوه. فتناولوا ماضيه يوم أن كان فقيرا معدما لا يجد ما يمسك به رمقه ولا ما يستر به عورته. وشنعوا عليه في ذلك تشنيعا كبيرا.