فانظر إلى الصورة التي في هذه الأبيات. هي من غير شك صورة مؤلمة إلى حد بعيد. فأنت ترى رجلا بائسا في حاجة إلى قطعة من الخبز وقد لبس ثيابا بالية ممزقة من اليمين واليسار ومن الوراء والأمام يقطع الشوارع والطرقات وبيده قصيدة من الشعر في مدح وجيه من الوجهاء. ثم يذهب إلى دار هذا الوجيه ويمكث أمام بابه ساعات في انتظار ما يجود به عليه من دراهم. وهكذا كان الشيخ علي يوسف كما صوره هذا الشاعر ويغلب على ظني أنه المويلحي. ففي هذه الأبيات تلمس بوضوح روح التشفي والانتقام مما أتاه الشيخ علي في (عام الكف) فعبارة (يدك التي صفعت قفاك) تكشف عن الحالة النفسية لشاعر بلغت منه الشماتة مبلغا عظيما وتهيأت أمامه الفرصة فأنتهزها وأشبع رغبته في الطعن والتجريح وانهال على خصمه في غير شفقة ولا رحمة فأتى بهذه الصورة المزرية المؤثرة واظهر الملأ حقيقة هذا الدعي المغرور الذي يحاول أن يسدل الستار على ماضيه والذي توهم أن ماضيه قد أصبح مجهولا فراح يدعي لنفسه ما شاء وهو آمن مطمئن.
ولما صدر الحكم بإبطال الزواج تهللت وجوه أعدائه فرحا وسرورا وأكثروا من الضحك منه في المجالس والنوادي وأظهروا الشماتة واتخذوه سخرية وموضعا للدعايات والفكاهات. قال أحد الشعراء هاجيا ومؤرخا