يقصر نشاطه على المسرحية التاريخية. والعيب العام في هذه المسرحيات هو عدم تناولها مشاكل شبيهة بمشاكل الحاضر، وميل بعضها إلى تصوير الشخصيات الغربية، والنزعات الشاذة، والبعض الآخر طغى عليه جانب العرض التاريخي ومن حيث تصوير الأشخاص وتحليل طباعهم، فإنها لم تعن بتصوير الجوانب الإنسانية في حياة الشخصيات التاريخية. . . وفي رأيي، أن، المسرحية التاريخية يحب ألا يطغى عليها جانب العرض التاريخي حتى لا تصاب بجمود التاريخ. وأن تتناول مشكلة شبيهة بمشاكل الحاضر الذي نعيش فيه، ليستجيب لها النظار. وما من شك في أن التصوير الطبيعي الصادق للإنسان في مواقف الحياة المختلفة لا يتغير بتغير الزمان أو المكان. فإذا روعي هذا في المسرحية التاريخية فإنها تصبح كالمرآة يرى فيها النظار أنفسهم ومشاكلهم من خلال الإطار التاريخي. ولعل هذا هو السبب في خلود مسرحيات شكسبير التاريخية كهملت وعطيل وغيرهما.
وقد يستخدم المؤلف الإطار التاريخي لينقد المجتمع في عصره ويخاطب الشعب عن طريق التورية. كما فعل بومارشيه قبيل الثورة الفرنسية حين كتب مسرحياته (حلاق أشبيلية) و (زواج فيجارو) و (الأم الآثمة) فقد صور من خلال الثوب التاريخي، الصراع بين السلطة الطاغية، والشعب الذي يطالب بحقه في الحياة.
إلى جانب عنايتنا بخلق المسرحية المصرية، يجب أن نعنى أيضاً بترجمة المسرحية الأجنبية التي تعنى بمشاكل الأسرة والمجتمع وكذلك المسرحيات التي تساير الاتجاهات المسرحية الحديثة، ليطلع الجيل الجديد على أحدث تطورات المسرح ليقتبس منها ما يعيننا على أحدث تطورات المسرح ليقتبس منها ما يعيننا على اللحاق بالأمم المتقدمة علينا في هذا الفن.
وبعد فإن رسالة المسرح لا تقف عند حد إنشاء فرقتين مسرحيتين. بل يجب أن يعمل من بيدهم الأمر على خلق المسرحية المصرية أولاً، وبث الوعي المسرحي بين طلبة المدارس والجامعات وأفراد الشعب.
يجب أن تكون هيئة من المتخصصين في فنون المسرح والنقد وعلماء التربية والاجتماع يكون من صميم اختصاصها التوجيه الفني وتنشيط حركة التأليف والترجمة، وتشجيع المؤلفين؛ ونشر المؤلفات والمترجمات المسرحية. على أن تخص هذه الهيئة باختيار