الشخصية إذا ظهرت في المسرحية المصرية، وسيكون لها التأثير الأول في اجتذاب الشعب، لأنها ستحدثه بلغته، وتشاركه في حزنه، وتدفعه إلى اقتحام الحياة، والتغلب على ما فيها من مصاعب.
والمشكلة التي تعالجها المسرحية، يجب أن تمثل أزمة عامة من الأزمات التي تصادف الإنسان في الحياة، وتشغل أكبر مجموعة من الناس، وتمس حياتهم. وبهذا يرى المشاهد نفسه على المسرح، وهو يصارع الحياة، ويرى طريق النجاة من هذه الأزمة مرسوما أمامه، رسمها له عقل مفكر خبير بالحياة، فإذا خرج إلى الحياة، استطاع أن يسلك هذا السبيل.
والدقة والصدق في تصوير هذه المشكلة يعينان على تجسيمها حية أمام نظر المشاهد، فلا يشعر بفارق بين ما يجري في الحياة وما يجري على خشبة المسرح.
أما غرض المشكلة وعلاجها، فيتصلان بحساسية المؤلف وقدرته على الملاحظة، وذلك لأن المسرحية أن هي إلا صورة من صور الحياة التقطها المؤلف، وامتزجت بروحه، وخرجت منها حاملة الأثر الذي أحدثته هذه الصورة في نفسه.
والجو العام إما أن يكون باسماً أو قائماً، وفي الأولى لا يخلو الابتسام من الألم البشري، ذلك لأن حياة الإنسان موجات من الألم والفرح، وقد يقيم الإنسان أفرحه على آلام الغير، أو يقيم أحزانه على أفراح الغير، ولكن الألم خفيف في الكوميديا، والمرح غالب، وهو عنيف في الدراما والمرح خفيف. والمقياس هنا هو درجة خطورة المشكلة التي تعالجها المسرحية فإن كانت بسيطة وجب أن تأخذ المسرحية مظهراً باسماً، وإن كانت خطيرة وجب أن تأخذ المسرحية مظهراً عابساً. وبين هذين الطرفين يتدرج المظهر بين الإشراق والعبوس. فالضحك إذن ليس غرض المسرح، والبكاء ليس غايته، وإنما يهدف المسرح إلى نقل تجارب الحياة إلى المشاهد، وبزيادة محصول الإنسان من هذه التجارب، يزداد خبرة بالحياة، وقدرة على حل مشاكلها. هذه هي الخطوط الواجب توفرها في موضوع المسرحية التي تنشدها لتمثل الواقع الذي نعيش فيه، وتساهم في نقد حياتنا والعمل على إصلاحها، ورسم الطريق إلى حياة مثالية تستهدف الحق والخير والجمال.
هذا، وإذا استعرضنا إنتاج المؤلفين المصريين في الأعوام الماضية فإننا نلاحظ أن غلبهم