إذا كان ذلك أفلا ترون فضيلتكم أن هذا الاحتفال (المودرن) بالجمل والتبرك به وتقبيل مقوده، جدير بأن تعمل له أفلام تعرض بدور السينما في مصر والخارج لجذب الأنظار إلى ما جد في الإسلام؟! وإذا وقفت في سبيل ذلك رقابة الأفلام في وزارة الداخلية بحجة أنه يسيء إلى سمعة المصريين في الخارج لما فيه من مناظر غير لائقة، فالبركة في فضيلتكم، وهمتكم كفيلة بإقناعها بأن التجديد في الدين لا ينبغي أن تقف في سبيله تلك الاعتبارات!! أليست نفوس الناس تهتز ومشاعرهم ترق؟ مقال أو بيان آخر مثل الذي نشر في (المصري) يذلل هذه العقبات التي تقف في طريق أحدث وأعجب (تقدمية) رأيناها في العصر الحديث. . .
الروحانيات
حضرة المحترم الأستاذ عباس خضر
لعلك لم تنسى يا سيدي بع أمر ذلك الكتاب الروحي الذي قدمت إليك نسخة نته عن طريق (الرسالة) وأحسبك لم تطلع عليه بتمامه وإلا لعلمت من نبأه ما يبدو لي أنك لم تعلمه.
والواقع أم هذا الكتاب ليس مما يتسنى لفرد، أو أفراد، القيام به، وهو لم يقصد بنشره تحقيق رغبة مادية أو الوصول إلى غاية دنيوية، بل هو كتاب روحي وضعت فكرته وصاغت عباراته وأعانت على إخراجه جماعة الأرواح القائمة بتوجيه الناس روحياً. وكان صدوره في هذه الظرف تنفيذاً لمشيئة الخالق، إذ قضى تعالى استصلاحاً لهذا العالم الذي تزايد فساده أن تزول المادية التي تحكمت في النفوس واستبدت بالعقول وساقت الناس إلى هذا المصير الذي أوله شقاء وآخره فناء. فجاءت (الوساطة الروحية) تدعو كل مخلص للإنسانية أن يعمل ما مكنته شجاعته وأعانته همته على إخراج الناس من ضلال المادية وتخليصهم من إسارها. وذلك ليصبحوا جميعاً إخوانا يساند قويهم ضعيفهم ويعطف غنيهم على فقيرهم، وبذلك يستقيم أمرهم وينصلح بالهم ويستقر عالمهم.
وقد كان المفروض أن يكون أولئك الذين زعموا أنهم هم الجديرون بأن يكونوا أصحاب الرأي وقادة الفكر أكثر الناس اهتماما بهذا الأمر غير أن أحداً من أولئك المفكرين والعلماء والقادة والزعماء الذين توجه إليهم الكاتب بهذه الدعوة في الكتاب لم يهتم بها، إذ كان هم الأكثرية الجري وراء المال ثم العودة به لإنفاقه في سبيل الاستمتاع الدنيوي. وهكذا مضت