خمسة عشر شهراً و (الوساطة الروحية) لا تجد من يلتفت إلى دعوتها أو يستمع إلى كلمتها وهنا شاء القادر أن يحقق ما قضى تحقيقه، فبعث تعالى على الماديين واتباعهم وأنصارهم وأشياعهم عباداً له أولي بأس شديد ليجوسوا ديارهم ويحاسبوهم على سوء فعلهم.
وها هي يا سيدي تلك الأحداث التي جاء ذكرها في (الوساطة الروحية) التي لم يصدق بها أولئك الذين شغلتهم دنياهم قد أخذت تحدث، وهي ماضية في حدوثها لتصل في اتساعها وامتدادها وتزايدها واشتدادها إلى نواحي العالم، قريبها منا وبعيدها. وسنحصد نحن منها فيما سنلاقيه من ويلاتها وتقاسيه من عذابها ما فرضه علينا قادتنا وسادتنا العاكفون على عبادة المادة ومفكرونا وعلماؤنا الذين أبت عليهم كبرياؤهم أن يستجيبوا لدعوة الحق.
اللهم إنا نشهدك أننا قد بلغنا رب أهدني وقومي فإنهم لا يعلمون
عبد اللطيف محمد الدمياطي
تلقيت هذا الكتاب من صاحبه الأستاذ عبد اللطيف محمد الدمياطي، وكان قد تفضل فأهدى إلي نسخة من كتابه (الوساطة الروحية) الذي يتحدث عنه، فتصفحته عاجلا وقدمته إلى قراء الرسالة بنبذة قصيرة في (كشكول الأسبوع) أشرت فيها إلى أهمية الكتاب من حيث إنه يضيف إلى المكتبة العربية لونا من الدراسات الروحانية ليس كثيرا فيها. وأنا أحيانا لا أجد بأسا أن أقدم (طبقاً لا أشتهيه - وقد لا أسيغه - عساه يجد من يقبل عليه، أقدمه إجمالا، لا أتعرض لتفصيلاته، ولا أتصدى لنقده، وقد فعلت ذلك إزاء هذا الكتاب لأني لست من المختصين بموضوعاته ولا أجد في نفسي ميلا إليها، ولا في (روحي) استجابة لها. ولعل ذلك لأنها ليست شفافة كأرواح (الروحانيين) أو كما يقولون مادية كثيفة.
على أنني لا أدري: هل أنا روحي أو مادي: وأريد أولا أن أعرف معنى (الروحية) وأين توجد. هل هي في التواكل والأوهام والخرافات، فمن مقتضياتها أن يقعد الإنسان معتقدا أن ماله سوف يأتيه، وأن يرضي عن عجزه بل يفلسفه بأن الرزق من نصيب الجهلاء والحمقى وأن العقلاء قضى عليهم بالشفاء والحرمان، وأن يعتقد أن الله ناصر لأن الحق في جانبه فيظل ينتظر الظفر من غير أن يعمل له ويتخذ له العدة، وقد تنتهز حلول ليلة القدر فيصعد إلى السطح ليبعث بأمانيه أو (أوامره) إلى السماء. . أو هل الروحية في التنجيم والفنجان والكعب واستحضار الأرواح لقراءة السؤال المكتوب في الورقة المطوية والإجابة