كتب مندوب الأهرام في الإسكندرية عن أنباء حلقات الدراسات الاجتماعية التي ستعقد بالقاهرة ابتداء من ٢٢ نوفمبر المقبل، وقال أن معالي وزير الشؤون الاجتماعية اجتمع بمعالي وزير الخارجية بالنيابة، ثم صرح له بأن الحديث خلال هذا الاجتماع (تناول ضرورة الاتصال بحكومات الدول العربية المدعوة إلى حضور الحلقة الدراسية القادمة، لإيفاد مندوبين ممتازين ليؤلفوا مع مندوبي مصر جبهة قوية للدراسة والتمحيص وعرض المشروعات والمقترحات المثمرة الكفيلة بالقضاء التام على الزعم بأن الشرق الأوسط مرتع خصيب للشيوعية)
وكنت أود أن أقرأ الفقرة الأخيرة هكذا:(. . والمقترحات المثمرة الكفيلة بالقضاء على العوامل المهيأة للدعوة الشيوعية في الشرق الأوسط) فهذا أدنى إلى ما أجمع الناس عليه من ضرورة العمل على تهيئة أسباب الحياة الكريمة في مجتمعاتنا الشرقية حتى تتحصن ضد الشيوعية. أما أن نفرض - قبل الدراسة والتمحيص أن الشرق الأوسط منيع أمام الشيوعية، إلى أنه من تعجل النتيجة قبل البحث - ليس غرضا يقصد لأنه لا يؤدي إلى غاية علمية.
واست أدري لماذا نريد أن نثبت أن القول بأن الشرق الأوسط مرتع خصيب للشيوعية زعم باطل؟ ولمن نثبت هذا؟ الأهل الشرق حتى ينام القائمون على أموره عن إصلاح حاله، وحتى يطمئن منهم الاطمئنان.؟ أم نريد أن نثبت ذلك لأهل الغرب حتى لا يحلو على الشرق في ضرورة الإصلاح المانع من التمهيد للنفوذ الروسي؟
وحلقات الدراسات الاجتماعية ستتألف من علماء وباحثين ومفكرين، ولا يليق بها إلا أن تسلك الطرق العلمية في دراستها وأبحاثها، ولم يعلم أحد بعد ما ستتمخض عنه هذه الدراسات، فمن الجائز أن تؤيد الزعم بأن الشرق الأوسط مرتع خصيب للشيوعية، وتضع المنهج الكفيل لا بالقضاء على (الزعم) بل بالقضاء على الخصب الشيوعي نفسه. فلم التعجيل؟