للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجدب الطبع سبخ التربة)؛ وبقوله: ضروب وأنواع)

وقال الزنكلوني: (كان لصاحب المنار منذ عرفته مصر وجود قوى، وشخصية بارزة، امتد صوتها إلى الأقطار العربية والأقطار الشرقية، بل كان لهذا الصوت أثر في بعض الأمم التي ليست شرقية ولا إسلامية الخ). فقال الكاتب: (اتخذ من المنار منبرا يدوي منه صوته في جميع بقاع الأرض في جاوة وسومطرة والهند والصين شرقا إلى أوروبا وأمريكا غربا)

وقال الزنكلوني: (ولما هوجم الأستاذ الإمام في آرائه الدينية والإصلاحية أخذ السيد رشيد يواجه خصوم الشيخ بقلمه ولسانه وينشر في محلة المنار آراء أستاذه واتجاهاته وكان يتلقاها من دروس شيخه، وما كان يعلق عليها بعبارات من عنده تدل على كمال الفهم واستقلال الفكر). فقال الكاتب: لم يكن هذا التلميذ - السيد رشيد - مسجلا لأفكار شيخه فحسب، بل كان مع ذلك مناقشا وممحصا وموجها). وقد أراد الشيخ أن يعبر عن كلمة الزنكلوني: (اتجاهاته)، فقال: (موجها)، فأخطأ فهم ما أراده الزنكلوني، كما أخطأ التعبير عنه. فهل كان السيد رشيد موجها لأستاذه؟ كلا، لأن العبارة الصحيحة عن ذلك أن يقال: (كان ينافس آراء أستاذه ويمحصها ويوجه الجمهور على هداها) مثلا

وقال الزنكلوني عن السيد رشيد: إنه كان من الأفذاذ الذين بخل التاريخ بالكثير من أمثالهم، ولعل أكبر شاهد على ذلك أن مهمة السيد رشيد لم يستطع إلى الآن أن يقوم بها فرد أو جماعة على كثرة العلماء والكاتبين. فقال الكاتب: (كل ذلك كان يقوم به وحده، فحقاً إن السيد محمد رشيد أمة، وغير ذلك من صنع رجل واحد، فإنه عندما جاور ربه حاولت هيئات كبيرة وجماعات محترمة أن تخرج للناس مجلة تسد فراغ المنار فلم يستطع أحد منهم على كثرتهم). وفي العبارة رغم ذلك قلق واضطراب كثير.

وقال الزنكلوني: وكان آخر آية فسرها من سورة يوسف ومات على أثر تفسيره لها قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك الخ. فقال الشيخ عبد الجليل مخاطبا السيد رشيد: ألم يكن من علامات قبولك أن آخر آية من كتاب الله سطرت شرحها بخطك هي قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك الخ.

ثانيا: ومحور المقالة رمى كبار علماء الأزهر بمحاربة السيد رشيد ومعاداته، وإن شئت فاستمع قوله: كنت أعلم أن كثيرا من علماء الأزهر خصوصا الكبار منهم كانوا يحيطون

<<  <  ج:
ص:  >  >>