السيد رشيد بهالة من الشك في تدينه، رغم أنهم لم يجالسوه أو يختبروا علمه أو حتى يكلفوا أنفسهم قراءة كتبه؛ ثم يذكر قصة ثلاثة من كبار علماء الأزهر تحايل كما يقول عليهم حتى ذهب بهم للمنار وحدثوا صاحبه وحدثهم، فأنكره البعض وعرفه الآخرون. ويقول الكاتب أيضاً؛ وكان السيد رشيد يحارب في ميادين أخرى علماء جاهلين مقلدين الخ.
أليس في ذلك ظلم للتاريخ، وجور على العلماء الذين عرفوا السيد رشيدا وأحبوه وشجعوه وأحاطوه بالإكبار؟ وإن مجالس السيد رشيد لم تخل يوماً من العلماء، كبارهم وصغارهم على السواء. ولا ينسى الكاتب التنويه بنفسه وأنه كان وحده من بين العلماء على صلة معروفة بالسيد رشيد؛ على ممر الأيام، فلم تقف في حفلة تأبيته راثيا مع الواقفين من أمثال الزنكلوني والعدوى والهراوي وعبد الله عفيفي وشهبندر ومحمد لطفي جمعة وغيرهم، بل ولم تكتب عنه إلا الآن؟
ثالثا: وفي المقالة تعبيرات طريفة مثل: ذهب مع الريح، صار شبيها بشريط تسجيل، وهي قذائف لا تكلف صفير النفس إلا أن يرسلها من فمه، كأن الأحاديث كانت في طبق أمامه يلتقط منها ما يريد، يحيطونه بهالة من الشك في تدينه، هذا العملالذي سجله السيد رشيد ألخ.
رابعاً: وفي المقالة أساليب وكلمات غير مستساغة ولا مقبولة لغة أو ذوقا،:
مثل قوله: العالم المصلح الذي يمكن الاستفادة منه، وصحتها الإفادة.
وقوله: أزكى فيه روح الثورة، وكررها بالزاي أيضا فقال: بجرأة وشجاعة أزكاها النفي والتشريد. والكاتب يقلم أنه يقال (أذكي النار: أشعلها، وأذكى الله المال: أصلحه وطهره، والمعنى الأول هو المناسب هنا فكان الأولى كتابيهما بالذل لا بالزاى.
ومثل قوله: ينفخ فيهم من روح اليقظة ما فتح عيونا عميا، وما هنا مفعول، ونفخ لا تتعدى بعد الجار والمجرور إلى مفعول، يقال: نفخ في النار ونفخها، ولا يقال: نفخ في النار ما جعلها تضئ في البيت مثلا، وإن كان يقال: مما جعلها تضئ.
ويقول في كبار علماء الأزهر الذين احتال عليهم حتى يلتقي الجمعان؛ والقارئ يعرف إذا كانت تصح هنا كلمة هذه الكلمة أولا تصح، وليرشدنا الشيخ الجليل إلى معنى كلمة الجمعين هنا.