الفتاة: أحس أن مخاوفي ورغباتي قد تساوتا. . . كلا. . . لكن يجب أن أخلع هذا المعطف مهما كان العمل مخيفاً. . .
(تخلع معطفها وترميه على المقعد. . . وتبدو في زي بسيط ساذج مثل الروح تماماً)
لقد أصبحت الآن حرة طليقة من القيود. . . ورجعت إلى عالم السعادة المطلقة بعد طول الرحيل في عالم الشقاء. . . وأصبحت جزءاً من الوجود. . . محمولة على أمواج النورانية كما تحمل أمواج البحر الزبد إلى الشاطئ القريب. . .
الملك: (يتلفت نحو الروح) وأنت. . .؟ وداعاً! إلى اللقاء بعد رحلة الحياة. . . إلى اللقاء.!. .
(يسير الملك والفتاة في الطريق المؤدي إلى اليمين. . ويبغي الروح في مكانه ينظر إليهما وهما ينوا ربان عنه. . . يدير وجهه إلى الجهة الأخرى فتقع عيناه على المعطف. .)
الروح: إن طريقي شاق مرهق طويل. . . لقد هزأت الفتاة من بساطتي. . . وأكدت لي بأن سأكون في دنيا البشر موضع التهكم والازدراء. . . ولكن ليت شعري ما الذي يحدث لو أنني أخذت معطفها! أحسب أنني سأكون قوياً، نافذ البصيرة موضع رهبة الناس واحترامهم جميعاً. . ينبغي أن ألبس هذا المعطف. .
(يلبس المعطف)
لن أكون بعد اليوم أحد أولئك الذين يكتفون بالفتات المتساقط من أيدي الآكلين في وليمة الحياة على مائدة الدنيا.
سأضحك من دموع المعذبين، وأغني على أنين المتألمين. . .
سأحكم الناس ولن يحكمني إنسان. . وسأضع الأثقال عن ظهور الآخرين وأسوقهم بسوط الظلم محملين في طريق طويل مفروش بالأشواك والعذاب. . .
سأثير الرعب والهلع في رحاب الأرض
ستعرفني الحياة حين أضع العمامة على رأسي
(يسير في الطريق الأيسر هابطاً إلى الدنيا. .)
الملك: بعد أن أخذ مكانه على المقعد بعد إيصال الفتاة إلى السماء لقد لبس المعطف. . ما في ذلك شك. . . وا أسفاه. . . لقد تبخرت أحلامه برسالة الحب إلى الأرض. . . مضى