يتزودون بالعلوم الإسلامية ويبسطون فيه مشاكلهم الدينية، ويتشاورون فيما يطرأ عليهم من الأمور.
وسروا كذلك إذ وجدوا داراً تقام فيها المراسيم الإسلامية، ويعتنق الإسلام كل من يرغبه، وتعقد فيها الزيجات الإسلامية. وتحل المشاكل الزوجية.
مسجد لندن:
وأحسب أن المسلمين ستفيض نفوسهم بالغبطة وتمتلئ قلوبهم بالمسرة إذا رأوا مسجداً مشيداً بجانب المركز الثقافي الإسلامي، يكون مثابة للناس وإليه تكون وجهتهم في أمورهم وعبادتهم، وليؤدوا فريضة فرضها الله على الناس جميعاً.
إن الأرض الفضاء التي تبرعت بها الحكومة الإنجليزية بناء المسجد والتي هي بحق في أجمل مناطق لندن لا تزال فضاء.
إن المبالغ التي جمعت من الاكتتاب قد أنفق بعضها في تنظيم المركز الإسلامي وتأثيثه، والباقي قليل لا يكفي لبناء المسجد وتشييده.
إنه من الخير، والخير العظيم حقا أن تتضافر الجهود وتتعاون الحكومات الإسلامية، ومن أشرب قلبهم حب الخير والبر، على المشاركة في بناء مسجد لندن وأن يكون بناؤه عظيما وأن تكون عظمته لافتة أنظار الملايين من الناس الذين يمرون به ويزورونه، نريده مسجداً فخما، على طراز المساجد العظيمة التي شيدت في عصر المماليك، وعصر الأسرة العلوية الملكية (عصر النهضة العربية الحديثة) لأنه سيكون منارة الإسلام وقبلة المسلمين في العاصمة البريطانية بل في عاصمة الدنيا الحديثة.
إذا كانت مصر قد فكرت في إنشاء المركز الثقافي الإسلامي، ومسجد لندن، وساهمت بمعظم المبلغ الذي جمع من الاكتتاب، وإذا كانت مصر قد نجحت في تنفيذ فكرة المركز الإسلامي بفضل صاحب الجلالة مولانا الملك، وأن هذا النجاح قد أتاح لها مكانة رفيعة، ومقاما كريما في الأوساط الدينية والعلمية بإنجلترا؛ إذا كانت مصر قد فعلت ذلك، فأجمل بها أن تتم هذا المشروع العظيم، وأن يخصص القائمون بالأمر في ميزانية الدولة من المال ما يكفي لبناء هذا المسجد والإنفاق عليه حتى يستمر في أداء رسالته على أفضل وجه. وأكمل سبيل. وحتى تتناول الحياة فيه من صورة النشاط الديني والثقافي ما يوازي بينها