كتابه:(الجيش في المستقبل) ثم كلمته (لنبقى مستعدين للحرب) وهما عصارة تجاربه.
والذي دفعني إلى إعادة النظر والتأمل في هذا الكتاب وفي غيره من مؤلفات القائد الألماني. بعد أن بقيت على رف مكتبي أكثر من عشرين عاماً - هو ما يعاود الرأي العام المصري - من وقت لآخر - من الرغبة من تعرف نتائج الحرب في فلسطين، وأثرها في يقظة الوعي القومي بمصر، والعمل على استعادة القيم الخلقية التي يبدو لكثيرين منا أنها (انهارت بعد الصدمة الأولى
ولما كنت من المؤمنين بأن قيمة أي نظام ويقظة أي شعب يرتكزان على ما يبذله كل شعب من الشعوب من العمل الصامت المستند على إرادة وفكر للخروج من آثار الهزيمة الني عاناها حتى لا تهد من كيسانه - رأيت من أولى المسائل التي يجب أن يهتم بها الشعب المصري وأهل الرأي فيه هي مشكلة الحرب الفلسطينية وأثرها وما ألفته علينا من دروس.
فهل لدينا هيئة قائمة أخذت على عاتقها جمع المعلومات والوثائق وتبويبها ودراستها حتى نستخلص بعض الحقائق ونسجل على أنفسنا ما بدا من تقصير في صفوفنا وأنظمتنا؟
أظن أننا لم نفكر بعد في شيء من ذلك.
إذن أصبح واجباً على المفكرين وأهل الرأي أن يسدوا هذا النقص وأن يكتبوا وينشروا على الملأ ما يعلمون، حتى يشعر الشعب المصري بأن هزيمة فلسطين ليس معناها أن يستمر تحت كنفها وفي ظلها إلى الأبد.
إنما هي نتيجة سلسلة من الأخطاء السياسية والعسكرية تمت على أيدي أناس لا يمتون بصلة إلى الفن الحربي ولا يعرفون شيئاً عن أساليب السياسة الدولية.
أن المركز الخاص الذي وجدت فيه مصر والبلاد العربية يجب أن يشرح لها بإسهاب، وكذلك أماكن التجمع والحشد؛ ويستلزم الأمر بيان الأسباب التي جعلت زحف الجيوش العربية - ذات التفوق العددي - متلكئاً وغير مرتبط بالزمن. والإجابة على السؤال المعروف الذي طالما وجهه أحد قواد ألمانيا في مؤلفاته!
(هل يأتي الآخرون لشد أزرنا وهل ينضم حلفاؤنا إلى صفوفنا حتى يكون تدخلهم في المعركة الناشبة نافعا وكيف يأتي في الوقت الناسب).
إننا في حاجة إلى مثل هذا الكتاب الذي أشرت إليه، نعم في حاجة إليه، لكي نحتفظ نحن