أم هل أرى القصر المينف معمما ... برداء غيم كالرداء رقيق
وتلألؤ الدير التي لولا النوى ... لم أرمها بقلى ولا بعقوق
إلى أن يقول. -
كلف تذكر قبل ناهية النهي ... ظلين ظل هوى وظل حديق
فتفرقت عيدانه في خذه ... إذا لا مجبر له من التفريق
ولم يكتف شاعرنا بهذا القدر من الذكريات. ذكريات الماضي من صباه، بل راح ينشد من صان ماء وجهه من الابتذال وحفظ شوا رد كلمه من سوق الرقيق ومن موقف لا يريده ولا يرتضيه موقف المستجدي الذي يطلب رشح الأكف بما يقول فقال وفي نفسه يحز الألم. -
وكانت الإبرة فيما مضى ... صائنة وجهي وأشعاري
حتى غدا الرزق بها ضيقا ... كأنه من ثقبها جاري
ونختم حديثنا هذا عن السرى الرفاء ببيت قصيده هذا؛ وإلى أبي الحسين الجزار في المقالة القادمة إن اتسع لنا صدر الرسالة الغراء. -