وهذا يناقض قوله سابقا. -
آل النبي وجدنا حبكم سببا ... يرضي الإله عنا ويرضينا
لا يهم من به صدود عن ذكر القيامة ونفار عن ساح المماجد رضي الله عنه أم غضب ولكنها هفوات شاعر لا يؤاخذ عليها في ساعة عبث ومجنون ولهو ولم يقلها عن عقيدة وإيمان كما قال قصيدته تلك المنبعثة عن إيمان راسخ ومعتقد قوي رصين حين يقول
فلست أمدحهم إلا لأرغم في ... مديحهم أنف شانيهم وشانينا
لسنا الآن بصدد هذا كله ولم نرد بحديثنا البحث عن معتقد السرى الرفاء وما يدين به، ولم نصل ببحثنا حتى الآن إلى الغاية التي من أجلها كتبت هذه الكلمة وجرى هذا البحث.
أقول هل يفضل السرى الرفاء عيشه الرضي الناعم هذا على عيشه المهني؟. . وهل عاوده الحنين إلى أيامه الأولى بعد أن قال
رفق الزمان بنا وكان عنيفا ... وغدا لنا بعد القراع حليفا
وهل عاودته ذكريات الماضي السحيق ذكريات أيامه الأول أيام كان يسترزق الإبرة بنفس ملأتها الحسرة؟. . وهل أنساه هذا النعيم الذي يرفل فيه أيام بؤسه وشقاه؟. . ألا يزال يحن إلى تلك الذكريات ذكريات أيامه الأول.؟ هذه أسئلة نطرحها على صفحات ديوانه. فيجيبنا الديوان بهذه القصيدة المملوءة شوقا وحنينا إلى بلد صبوته الموصل فيقول.
شباب المرء ثوب مستعار ... وأيام الصبا أبدا قصار
طوى الدهر الجديد من التصابي ... وليس لما طوى الدهر انتشار
ولم نعط المنى في القرب منها ... فكيف بها وقد شط المزار
صدود في التقارب واجتناب ... وشوق في التباعد وادكار
لحى الله العراق وساكنيه ... فما للحر بينهم قرار
وجاد الموصل الغراء غيث ... يجود وللبرق به اسفرار
ففي أيامها حسن التصابي ... وفي أقبائها خلع العذار
ويقول في قصيدة أخرى. -
أمحل صبوتنا دعاء مشوق ... يرتاح منك إلى الهوى المرموق
هل اقضين العمر بين عصابة ... سلكوا إلى اللذات كل طريق