إلى غير ذلك من الأمثال الرفيعة التي تتلاءم والنفوس وتنسجم وطبيعة الإنسان مما لا نستطيع ذكره بمثل هذه العجالة التي قد تستوعب من وقتك أكثر مما نعطيك من فائدة ولم نرد بهذه الكلمة غير إعطائك لمحة قصيرة عن حياة هذا الشاعر العبقري. ولم يقف شاعرنا وقد ملأ ذكره فم الدهر ومسمعه وصار أنشودة الزمن والخلود فكان لزاما عليه تحلية ديوان شعره بمديح آل الرسول (ص) فقال من قصيدة. -
الوارثون كتاب الله ينجدهم ... أرث النبي على رغم المعادينا
والسابقون إلى الخيرات ينجدهم ... عنف النجار إذا كل المجارونا
قوم نصلي عليهم حين نذكرهم ... حيا ونلعن أقواما ملاعينا
إذا عددنا قريشا في اباطحها ... كانوا الذوائب منها والعرانينا
أغنتهم عن صفات المادحين لهم ... مدائح الله في طه وياسينا
فلست أمدحهم إلا لأرغم في ... مديحهم أنف شانيهم وشانينا
أقام روح وريحان على جدت ... شلو الحسين به ظمآن آمينا
كأن أحشاءنا من ذكره أبدا ... تطوي على الجمر أو تحشي السكاكينا
مهلا فما نقضوا أوتار والده ... وإنما نقضوا في قتله الدنيا
آل النبي وجدنا حبكم سببا ... يرضي الإله به عنا ويرضينا
فما نخاطبكم إلا بسادتنا ... ولا نناديكم إلا موالينا
زكم لنا من فخار في مودتكم ... يزيدها في سواد القلب تمكينا
ومن عدو لكم مخف عداوته ... والله يرميه عنا وهو يرمينا
أن أجر في حبكم جرى الجواد فقد ... أضحت رحاب عساعيكم ميادينا
وكيف بعدكم شعري وذكركم ... يزيد مستحسن الأشعار تحسينا
ونثبت لنا قصيدته هذه أنه علوي النزعة والمذهب يدين بما يدين به آل الرسول ويذهب مذهبهم: ونراه يخالف معتقده ويمجن في أغلب الأحايين مجون النواسي الخليع أو هو أشد منه مجونا حين يقول. -
ليالي كان لي في كل يوم ... إلى الحانات حج واعتمار
فعن ذكر القيامة بي صدود ... وعن ساح المماجد بي نفار