أن يدافع الأديب العطار عن مذهب يؤمن به، ولكنه يجترئ كثيرا على الحق حين يقول لي:(مالك أنت والسيريالزم؟ أنه مذهب خاص بالرسم والرسامين لا يفهمه غيرهم وليس لكل إنسان أن يهاجمه إذا كان قد استعصى عليه فهمه، حتى ولو كان أديبا كبيراً مثلك)
أؤكد للأديب الثائر أنني أستطيع أن أتحدث عن المذاهب الفنية في الرسم خيراً مما أتحدث عن المذاهب النقدية في الأدب، وأنني أستطيع أن أحاضر عن السيريالزم ويكون هو في صفوف المستمعين. . هذه حقيقة لا يعلمها لأنه لا يعرف شيئا عن كاتب هذه السطور في ثقافته الفنية!
ويجترئ مرة أخرى على الحق حين يقول لي:(وأحب أن أصحح لك معلوماتك عن الرسام السريالي (بيكاسو). . لقد زعمت في مقالك عن الفن والقيود أنه رسام فرنسي والواقع أنه أسباني، وتلك حقيقة لا يجهلها غير المبتدئين في الفن). . أنا مع الأديب العطار في أن المبتدئين في الفن يعلمون هذه الحقيقة ولو لم يكن هو واحد من هؤلاء المبتدئين لما رقفت ثقافته (الواسعة) عند هذه الحقيقة الصغيرة. إن (بيكاسو) يا بني أسباني المولد ولكنه فرنسي النشأة، أعني أنه تجنس بالجنسية الفرنسية منذ أمد بعيد، وأن مذهبه السريالي في الرسم قد ولد في مهد فرنسي ودرج فوق أرض فرنسية وانتسب إلى فرنسا حين ينتسب كل فن من الفنون إلى وطن من الأوطان. . أعني مرة أخرى أن أسبانيا اليوم لا تعتبره واحد من أبنائها ولا من فنانيها، وإذا لم تصدق فاسأل المفوضية الأسبانية في القاهرة أو المفوضية المصرية في مدريد!