الذي هو جدير بالرعاية والعناية باستكمال أدواته وتوفير أسبابه، ليبلغ ما يرجى له في تحقيق أهدافه من التعريف بإنتاجنا الثقافي وبيان اتجاهاته ومراميه، وليدل على ما بلغته البلاد في مجال التثقيف العام.
كان السجل الأول يميل في أكثر الأبواب إلى مجرد الإحصاء، فمليء بالجداول التي لا تفيد غير السرد والعدد، ومما اتبع فيه ذلك الباب الكتب، أما في هذا السجل فقد عدل عن ذلك في المواضع التي تحتاج إلى بسط وتبيين، ومن أحسن ما تم فيه ذلك باب الكتب، إذ عنى فيه، إلى جانب أسم الكتاب والمؤلف أو المترجم والمحقق والناشر، ببيان موضوع الكتاب بيانا موجزاً أو مسهباً بعض الشيء على حسب الحال والأهمية، ورتب ذلك ترتيباً حسنا.
وكان السجل الأول جامعا مملوءا بما لا يستحق الالتفات إليه من التوافه وما ينشر عنه في الصحف لمجرد التظاهر، فقد حشد في باب المحاضرات كل من هب ودب ومليء بالعظات والخطب التي تلقى في الكنائس والمساجد يوم الأحد والجمعة. وكذلك الروايات السينمائية فقد ذكرت جميعها بما فيها من سخف وهذر، ومن فيها من شكوكو والكحلاوي وكميليا. الخ. أما السجل الثاني فقد مال إلى التمحيص والاختيار.
ويعتبر هذا السجل مرجعا هاما للوقف على مظاهر الإنتاج الثقافي المصري في الأبواب المختلفة من تأليف وترجمة وصحافة وهيئات ثقافية ودور كتب عامة معارض ومتاحف إلى آخر ما احتواه. وتستطيع مصر الآن أن تجيب على ما يراد معرفته من هذه الشؤون، فقد كانت الأسئلة ترد إلى الجهات المصرية من جهات أجنبية فيما يتعلق بتلك النواحي الثقافية، فلا نستطيع إلا أن نمسك عن الإجابة.
ولا بد من الإشارة إلى بعض الهنات التي نرجو أن يلتفت إليها، ففي باب المسرح والسينما عدل عن الشمول إلى اختيار روايات، وكان لا بد وفق خطة التعريف التي اتبعت في الكتب، من تقديم هذه الروايات بنبذ موجزة، وهذا حسن، ولكن الذي نلاحظه أن الروايات (المختارة) عرف أكثرها بملخص حوادثها لا بموضوعها، وليس العيب في ذلك راجعا إلى محرر السجل لأنه لم يجد موضوعا لهذه الروايات يتحدث به. وكان ينبغي إزاء ذلك أن تهمل هذه الروايات التي لا موضوع لها، ويقتضي ذلك أن يهمل ٩٩ % منها، وليكن. في باب الكتب فنون مختلفة كالأدب والتاريخ عد منها (الفنون والصناعات) بابا واحدا، على