ورئاسة المجلس، وسكرتاريته، وأمانة صندوقه تكون بالانتخابات لمدة عام، ويتحتم أن يتجمع المجلس مرة على الأقل كل ثلاثة شهور وقد يجتمع أكثر إذا كان هنالك حاجة ملحة تدعو إلى ذلك. وغاية المجلس بصفة عامة، هي النظر في الأحوال والمسائل التي تتعلق بالمسلمين والإسلام في المملكة المتحدة. . .
لكن يجمل بنا أن نسجل هنا أن هذا المجلس الإسلامي ليست له القوة التي يمكن الاعتماد عليها في تنظيم الأمور وتنفيذها ولأجل أن يكون المجلس قويا يؤدي مهمته على خير وجه وأن يقي المسلمين ما يصيبهم من تفرق الكلمة ومرارة الخلاف، ينبغي أن يكون له صفة رسمية يؤمن بها المسلمون جميعا ويؤمن بها قبل ذلك أولو الأمر في هذه البلاد. وذلك كما هو الشأن في بعض الجاليات الدينية الأخرى التي اعترفت بها الحكومة الإنجليزية والتي تسمع إلى مطالبهم ذات الصيغة الدينية.
الهيأة الإسلامية:
الواقع أن الجمعيات الإسلامية في الجزائر الإنكليزية لا يزالون حتى اليوم لا يعرفون لهم رابطة أو هيئة موحدة عليا كالذي نعرفه، يخضعون لنظامها وتوجيهاتها وإشرافها. ومن ثم نجم وينجم في كثير من الأحيان خلاف بين وجهات النظر، الأمر الذي أثر ويؤثر بطبيعة الحال إلى حد كبير في حدتهم وجلب بعض المتاعب والمضايقات لهم، ويبقي الدعوة الإسلامية سائرة في طريق بطيء.
والأمر الذي لا ريب فيه أن تنظيم صفوة المسلمين وتوكيد وحدتهم في هذه البلاد للقضاء على ما عسى أن يثور بينهم من الشبه والخلافات أمر ضروري ومنهم غاية الأهمية إذ أن ذلك يخلق لهم حياة فيها من السكينة ما يجنبهم الخلاف والحزازات، وما يهيئ لهم في المستقبل طمأنينة يطمعون معها أن يكونوا أوفر قوة وأعظم اقتدار.
وهذا ما أرجو أن تتجه إليه سياسة ولاة الأمر والمسلمين معهم حتى تزدهر الدعوة الإسلامية، وحتى يعلو دين الله وتعلو كلمة الحق معه في هذه البلاد.
هذه دراسة خاطفة للإسلام، والمسلمين في بلاد الإنجليز، اعتزمت القيام بها منذ سفري إلى هذه البلاد وأرجو أن يكون ذلك تمهيدا لدراسات إسلامية أكثر استفاضة وعمقا.