للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لأنجل رجالها العظام هم من أصحاب السيرة المعروفة في طول البلاد وعرضها، وهم من العصاميين الأفذاذ الذين أوصلتهم شجاعتهم وبطولتهم في ظلمات الليل ومنعرجات الخطط والتواليف وتواريخ عظماء الرجال الفاتحين، وهم بكلمة واحدة أولئك الذين اشترى الفرنسيون شغبهم ببدل عليها أشرطة ونجوم وتعاويذ.

٥) قال لي زعيم من زعماء المجلس التأسيسي أنه عزم هو وأقرانه على تحويل المجلس التأسيسي إلى مجلس نيابي، قال لي ذلك يعيد فشل الاجتماع الذي عقده أقطاب أبناء الشمال والجنوب.

أريد بأبناء الجنوب، رجال تلك الأحزاب المعارضة التي أضربت من الاشتراك في الانتخابات للمجلس التأسيسي تفاديا، في الظاهر، عن الاعتراف بالأمر الواقع، ومن تزكية الانقلاب الذي طوح برئيس الجمهورية السيد القوتلي، وهربا، في الباطن، من فشل كان محققا آنذاك. أما أبناء الشمال فهم أكثرية رجال الوزارة القائمة ومن يؤازرها ويساعدها من الأنصار والمحاسيب والطفيليات والمرتزقة.

طلب الدمشقيون إعادة السيد القوتلي إلى رئاسة الجمهورية، وبإعادته نزول الأوضاع الشاذة التي نجمت عن الانقلاب العسكري.

رفد الحلبيون هذا الطلب، وارتأوا لتعود الحياة الطبيعية للرجال العاملين وللبلاد أيضاً أن تبقى رئاسة الجمهورية للسيد الأتاسي مدة ستة أشهر، واشترطوا تحويل المجلس التأسيسي إلى مجلس نيابي. وبعد انقضاه المدة تستفتى البلاد مرة أخرى.

لما شام الحلبيون تمسك الشاميين بمطلبهم ضربوا بهم عرض الحائط. وقد استأسدوا وتنمروا للشاميين، لا بحولهم وقوتهم هم، بل بقوة وسطوة (الإدارة المستترة) وأعلنوا رسميا صيرورة التأسيسيين نوابا، وهؤلاء النواب هم الذين انتخبوا الشيخ الجليل السيد هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية السورية.

للكلام بقية

حبيب الزحلاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>