للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا شك المؤلف في هذه الحقيقة فليجرب، وليطلب إليهم أن يسوقوا أمثلة يوضحون بها سوء الحظ أو معاكسة القدر وليحكم بعد ذلك على هذه الأمثلة وعلى مثاله الذي قال فيه: (وها هي زوجتي تقبل علي شاكية باكية فأضطر للتوقف عن الكتابة وأسألها ما الخطب؟ فتقول: إنها اليوم نسيت للمرة الأولى من أسابيع أن تضع على سرير طفلتنا ملاءة المطاط التي تضعها عليه وقاية للمرتبة من البلل. فتأبى طفلتنا في هذه المرة الوحيدة إلا أن تغرق السرير كله أعراقا، وهي يندر جدا أن تفعل هذا).

خاتمة:

لا أريد أن أشق على القارئ فأسرف في الإحصاء ويكفيني أن أنبه المؤلف إلى أمور مجملة أرى من الحكمة تنبيهه إليها:

أقول للمؤلف إنك أهملت كثيرا من عناصر الثقافة العربية إهمالا فلم تدع إليها ولم تتحمس لها، ثم أردت أن تخدع الناس وتشككهم في قيمة هذه الثقافة فزعمت أن الشراح من المدرسين يقفون عند الإعراب والبديع والبيان وكأنهم لا يفهمون من الشعر إلا أنه نماذج للتطبيق، ولونت هذا الزعم بالمغالطة فبدا مسلك المدرسين منفرا. ويقيني أن القراء لن تخدعهم مغالطتك ولن يخفي عليهم اتجاهك إذا وقعوا على أخطائك ولمسوا ضعف أسلوبك بل إنهم سيدركون حتما أنك واحد من الذين عناهم الأستاذ الزيات بقوله: (ولكن الغرض الذي ترمي إليه الثقافة الضحلة والدراسة السهلة هو أن يكتب الكاتب كما يشاء لا يتقيد بقاعدة من نحو ولا قياس من صرف ولا نظام من بلاغة. ولم يعرف قبل اليوم في تاريخ الآداب القديمة والحديثة من يعد في لغته كاتبا أو شاعرا وهو لا يعرف من قواعدها الأساسية ما يقيم لسانه وقلمه. . .)

ثم زعمت أنك درست عصرا وشاعرين في أدب أجنبي فكان من حقك أن تنقد وتؤلف بل تعلم الأدباء ضروب النقد وأصول الأدب، وكان على غيرك أن يمسك عن التأليف حتى يعلم ما علمت.

ونحن قد نقبل هذا الادعاء، ونزعم معك أنك أديب في هذه اللغة الأجنبية، ولكنا لن نؤمن بك كاتبا في الأدب العربي، وأنت في هذا المستوى من الثقافة العربية وهذا الضعف البادي في الأسلوب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>