ونحن نضحك ثم راحت توزع علينا عطفها فتارة تميل إلى جانب صديقي وتقبله في عنقه، وتارة تميل إلى جانبي وتقبلني في وجنتي. تطوقنا بذراعيها العاريتين وتسألنا بالتناوب: أتحبني؟. فأخذتنا النشوة وكنا نقول لها معا: نحبك. . ونعبدك. . ما أنت فلأي منا تميلين ذلك أكثر؟ فتقهقه وتجيبنا أنتما الاثنان أعز لدي من روحي. . . وتغمرنا بالقبل الحارة.
ثم صفقت بيدها ثالثة وأمرت الخادم قائلة، هيئ مائدة العشاء.
وسألتنا أيمكنني العشاء معكما؟ فتحركت فينا النخوة العربية وقلنا لها لا يجوز لكي أن تطرحي علينا سؤالا كهذا. تفضلي واطلبي ما تريدينه من عشاء.
وكان العشاء مزيجا من لحم الديك الرومي والبطاطس المحمرة والخضار المشكل والسمك المقلي، والسلطات، والحلويات ثم رفعت الصحون وعدنا إلى شرب الويسكي.
ويبدو أن مارغو قد ثملت قليلا ودبت الحرارة في شرايينها فصارت تصفق بيديها بين الفينة والفينة، وتطلب كأسا من الويسكي. وأخيرا مالت علي وقالت: أي نور عيني - لقد سئمت الويسكي أتسمح لي بطلب زجاجة من الشمبانيا؟ أرجوك. فاحمر وجهي خجلا، وصعب علي أن أرى فتاة تستعطفني، فقلت لها: تفضلي واطلبي. . فصفقت مارغو بيديها ونادت بأعلى صوتها: جورجي! إيتني بزجاجة شمبانيا في صطل ثلج.
ومما أثار دهشتي ودهشة زميلي أن جميع الراقصات وأصحاب المحل والخدم كانوا يرقوننا بنظرات غريبة هي مزيج من الازدراء والشفقة.
وجاءت زجاجة الشمبانيا وأفرغناها في أجوافنا، وهنا شعرت أن زمام الأمر انتقل إلى يدي مارغو فراحت تأمر وتنهي كما تشاء. . فطلبت زجاجة ثانية من الشمبانيا. وألحقتها بزجاجة ثالثة. . والخدم يلبون أوامرها ويكدسون أوراقا مقلوبة على وجهها تحت صحن اللوز والبندق. . ولما قاربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل صفقت مارغو بيديها وقالت: جورجي. . . هات حسابك.
فجاء جورجي مسرعا ومن ورائه أصحاب المحال والعازف على (الأوكرديون) زأخذ يجمع ويضرب وقال: - ستون جنيها وأربعة وأربعون قرشا.
فتطلعت إلى صديقي فرأيت عينيه تدوران في الحدقتين. . ثم أخرج من جيبه أربعين جنيها وأخرجت أنا المبلغ الباقي. . . وأدينا الحساب ثم قالت لي مارغو: اعطني عشرة جنيهات،