خمسة فخمسة!. قلت: ولماذا؟. . قالت لا تسل!. فامتثلت لأمرها ونقدتها عشرة جنيهات خمسة فخمسة. فصرخت قائلة: جورجي. خذ هذه الجنيهات الخمسة لك. ثم نادت اليكس فاقبل العازف على الأوكرديون ونقدته خمسة جنيهات أيضاً وقالت له اعزف لنا ألحانا شجية. . وشرع اليكس يعزف (سريناد الحب) لنوبرت، (الرابسودية المجرية) للبست، و (فالد الدانوب الأزرق) للستراوير. ثم نهضت مارغو ونادت بأعلى صوتها: أوركسترا اعزفوا (فوكستروت) عنيف. . وأخذتني من يدي وقادتني إلى حلبة الرقص ولم يكن فيها أحد غيرنا، وكنت أدور معا فاقد الوعي من أثر الخمر، وأصابني دوار شديد، وكانت هي تطوقني بذراعيها وتدور، وأنا أضحك كالأبله وهي تصرخ. . أوركسترا اعزفوا بعنف. . بسرعة. . فاختلطت الأنوار في رأسي بالألحان الموسيقية وبالراقصات وبالموائد والخدم. . نم وقعت على الأرض فرفعني الخدم وأعادوني إلى كرسي. ومارغو تضحك وتترنح ذات اليمين وذات اليسار وتقول: يا لعيبك. أتقع!.
وقدمت لنا القهوة المرة فصحونا قليلا وشعرنا بأننا ارتكبنا حماقة لا مثيل لها، وشعرت مارغو بأننا أسرفت في الاستخفاف بنا، فأحبت أن تواسينا وقالت: لا تحزنا فنصيحتي إليكما ألا تقدما في مرة أخرى على دعوة راقصة إلى مائدتكما. . احضرا إلى هذا الملهى إذا شئتما، وتفرجا على المشاهد الفنية، ولكن لا تجالسا الراقصات.
ثم راحت مارغو تروي لنا قصة. . قالت: (أنني حقيرة في نظركما أليس كذلك؟. . آه يا عزيزي سامحني على ما بدا مني، أنني شقية مسكينة. . كنت في صباي على قدر وافر من الجمال فعشقني شاب وسكنت وإياه في بيت فرش بأفخر الفراش وكانت لنا سيارة وكان لنا خدم وكنت أتصرف بماله كما يحلو لي. وقضيت ثلاث سنوات وأنا أعاشر ذلك الثري فألححتعليه أن يتزوجني زواجا شرعيا فكان جوابه أن هجرني ونبذني. .
فصدمت في آمالي وشبابي وانتقمت من الحياة ومن نفسي بأن التحقت بالملاهي. . وما أناالآنإلا فتاة من فتيات الملاهي، وحياتي هذه تفسر لكما عطفي على الخادم والعازف على الاكورديون، ومنحي لكل منهما خمسة جنيهات. . انهما فقيران مثلي ومسئولان عن عائلتين كبيرتين. . لا تحزنا أيها الصديقان العزيزان. . هيا بنا الآن فقد شارفت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.