وتتلاعب به وأن المتلاعب المساوم هو الرجل الذي دافع وكافح لنواله؟؟!!
يحسن أن نرفع اللثام قليلا لنبين طرفا من وجه المسألة المشكلة التي أحدثت النفرة بين الجيلين، أي النفرة المستحكمة بين الوالد والولد، فأن فعلنا نجد أن مسألة (سورية الكبرى) هي المشكلة الكبرى والسبب الأوحد في كل ما وقع ويقع وسيقع وسوف يقع بين أبناء سورية من جهة واحدة، وبينهم وبين أبناء العراق وشرق الأردن ولبنان، نعم ولبنان أيضا من جهة ثانية، وأن العلة أو المشكلة ستبقى قائمة ما دامت سياسة الاستعمار البريطاني لم تبلغ كل أغراضها بعد، ومادامت الأيدي (العربية) المأجورة لأجل تحقيق هذا الغرض عاجزة عن تحقيقه.
ما هو هذا الغرض الذي ترمي إليه سياسة الاستعمار البريطاني؟
ليس الرد على هذا السؤال بالعسير حتى على رجل الشارع في دمشق وبغداد وعمان وبيروت، لأن سياسة الاستعمار البريطانية التي جعلت من الوطن القومي اليهودي (دولة إسرائيل) غير المعترف بها من الدول بعد، وجعلت من لبنان (جمهورية مسيحية) ضمن سلامتها وتعهد بقاءها في وضعها الحالي، كل من إنجلترا وأمريكا وفرنسا، تريد أن تجعل من (سوريا الكبرى) مملكة إسلامية هاشمية.
من يراجع خطب المطران مبارك، بل من يراجع الكتاب الأزرق الذي رفعه السيد نوري السعيد إلى وزير الدولة البريطاني مستر كابسي، والذي تطوعت جمعية (الاتحاد العربي) في مصر بطبعه وتوزيعه على نفقتها، هذه الجمعية التي تدعو إلى (اتحاد عربي إسلامي) يرأسها المرحوم توفيق دوس باشا القبطي، ويدير أعمالها بحنكة ونشاط (الشيخ المحترم خليل ثابت بك رئيس تحرير المقطم الأسبق يعاونه الخواجه أرفش أيضا، أقول من يراجع كتاب السيد نوري السعيد يجد أسبابا اقتصادية واجتماعية وسياسية وجيهة دفعته إلى رفع تقريره إلى وزير الدولة البريطاني بشأن (سورية الكبرى) وبه يقول (. . . ويحتاج العراق إلى منفذ إلى البحر الأبيض المتوسط لنفطه ومنتجاته، وتحتاج فلسطين التي تتحول بسرعة إلى قطر صناعي إلى أسواق لمنتجاتها، وتحتاج إلى نفط ووقود لمعاملها. . ويكتفي دولته بهذه الأسباب الاقتصادية لحلف سوريا الكبرى لتمد فلسطين أي دولة إسرائيل التي تحولت إلى قطر صناعي تحتاج معامله إلى نفط العراق ويسكت عن السبب الآخر الذي يجعل من