للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هنا يقف الوالد من أولاده، يضحك من اعتزازهم بالعلم واعتزازهم به، ويسخر من جدهم في أمر الوطن والقومية، ويسخط على هذا الجيل الذي لم يتعلم ما تعلمه هو في ميدان الجهاد والمنافع.

ليست الفوارق بين جيلين، ولا اصطدم عقليتين، ولا اصطرع الأحزاب، ولا انصراف التاجر والزارع والعامل إلى عمله الخاص، ولا قرارات النواب، ولا إلزام السلطة التنفيذية الأمة بقرارات النواب، ولا وقوف الجيش يساند هذه الفئة من أبناء الأمة ويناصرها أو يخذل تلك الفئة ويتخلى عنها، ليس كل هذه الأمور مجتمعة هي التي ستدنى أو ستحول دون وقوع (شجار أهلي) منتظر مرتقب، إنما الذي سيدنيه أو يحول دونه أي دون (اضطراب داخلي) هي القوة العسكرية التي ستفرض سلطانها فرضا تعسفيا على سورية والسوريين، فتهد عرشا قوامه الآمة، وتقيم عرشا ليس في وسع الأمة إنكاره أو التنكر له، وأن هذه لا تكون حتما عراقية وأردنية ولا سورية أيضا بل تكون من المرتزقة من جميع هؤلاء، وأن موعد ظهور هذه القوة في ميدان العمل، ليس رهنا بمشيئة الأمم العربية، إنما هو رهن بالاتفاقات وتبادل المنافع، وبالظروف السائحة، وانتهاز الفرصة. وأزعم أن الإنجليز لا يخطون بسرعة هذه الخطوة الحمقاء.

هل في وسع شباب سورية الحيلولة دون وقوع هذه النكبة؟

حبيب الزحلاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>