في الهند، وهذه اللغة الأردية التي تكونت من الهندية القديمة ومن العربية والفارسية والتركية استعملت في قرون متتابعة كانت فيها لغة الحضارة والثقافة الإسلامية هناك وتغلغلت بوساطتها الآداب الإسلامية ونظمت العلاقات بين الأفراد وبين الفرد والجماعة، وسادت في البلاد الهندية جميعها بين المسلمين وغيرهم ونقل إليها الكثير من المعارف الغربية.
فما هو الدافع إلى ذلك القرار؟ هل هو توحيد اللغة بين أهل البلاد وتسهيل التخاطب بينهم؟ أن كان هو الغرض فأن الأردية أصلح له، لأنها لغة الجميع السائدة في شتى أنحاء الهند. ليس هناك إذن إلا محو الآثار الإسلامية التي استقرت هناك بفعل التاريخ وصبغت القوم بصبغتها، وليس هناك أيضا إلا أن تخنق اللغة التي تصل المسلمين بثقافتهم وما يمت إليها. فيجب لذلك أن تصبح الهندستانية (المبرأة) من الكلمات الإسلامية لغت الهنود!
ولا شك أن الأقلية المسلمة الموجودة الآن في الهند لا تستطيع ذبح بقرة، فهل حرمت عليهم أيضا ألفاظ القرآن الكريم وهل جاء (العذاب الروحي) من قسمهم مقابل (العذاب البدني) عند الهندوس. .؟