للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نقول في هذا الموضع: إن عالما أزهريا هو الآن في الكويت قد تنفس قلمه - على ما يقال - عن كثير من هذه الرسائل بل أن بعض الرسائل من وضع لجنة من الأساتذة، وليس لأصحابها فيها إلا وضع أسمائهم الكريمة على غلافها. وإني لأقول عن يقين أن هذا القلم الضعيف قد ألقيت عليه رسالة ليست في البلاغة ولا في الأدب كما يمكن أن يفهم لأول وهلة، بل في الفقه. وليست في الفقه الحنفي كما هو المنتظر، ولكنها في الفقه الشافعي. ولك أن تقدر، وللقراء أن يحدسوا ماذا تكون رسالة ضاقت السبل على مؤلفها الشافعي فلم يجد إلا حنيفا تخرج في كلية اللغة العربية ليلقي عليه عبء إصلاحها، وإنشاء بعض فصولها!!

وأما أن الأساتذة الذين تخرجوا في هذا التخصص حملوا بجدارة مناصب التدريس في كليات الأزهر ومعاهده فأمر يسأل عنه الطلاب، وما أظن أن رأيهم يوافق الأستاذ خفاجي كثيرا، بل ما أظنه يشرف. على إني أعتقد أن الأستاذ الفاضل لا يجهل رأي الأساتذة الذين أشرفوا على الامتحانات في هذا التخصص، وإن لم يقنع كلامي هذا صديقنا خفاجي فليرجع إلى التقريرات التي كتبت في هذا الشأن، وسيحمد لي أني لم أطلب نشر تقرير واحد منها.

وأعود فأقول إن من بين المتخرجين في هذا التخصص من يفخر بهم الأزهر، ولكن مع قلتهم لم يكن نبوغهم وليد الدراسة في هذا القسم، وإنما هي جهود شخصية، وظني أنهم لو لم يضيعوا زهرة شبابهم في هذه الدراسة لكانوا أحسن مما هم.

ثم أقول: لو أراد رجال الأزهر أن يعيدوا الدراسات العليا فيه، فليفكروا في كل شيء إلا أن يفكروا في إعادة تخصص المادة. فانهم جميعا - بحمد الله - ممن يؤمنون بأن هذا التخصص، لم يبلغ الآمال التي كانت ترجى من إنشائه، وأنه كان مضيعا لمن درسوا فيه، وأن النفع منه كان قليلا بل أقل من القليل.

(وبعد) فلعلي أكون جهرت بكلمة يعرفها كل الأزهريين، ويودون الجهر بها. ولعلي لا أكون أغضبت أصدقائي ممن درسوا في هذا التخصص، فإني ما أريد إلا الخير والإصلاح والحق والإنصاف، وقديما قال أرسطو لصاحبه: أنت صديقي والحق صديقي، ولكن الحق أولى بصداقتي، وإني أعيد ما قلته آنفا: إني أتكلم هنا عن الكثرة الغالبة، أما النوابغ فمكانهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>