لم تنقطع عني رسائل طلبة الأزهر منذ كتبت في موضوع الكتب التي تدرس في الأزهر، وهي تدور حول لرغبة في مواصلة الكتابة في هذا الموضوع والإيهابة بالمسئولين أن يهتموا بإصلاح هذه الناحية في الدراسة الأزهرية، ويحسن بعضهم الظن أو يقوي أمله في أن يضع كل شيء وفق ما يكتب الكاتبون.
الآن وقد تولى مشيخة الأزهر شيخ جديد هو فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم، فطبيعي أن تتجه إليه الآمال لينتقل بالأزهر خطوة جديدة في سبيل تأدية رسالته، وهذا هو الطالب الأديب (عبد الصبور السيد الغندور بالمعهد الديني بشبين الكوم) يرجو أن يفسح له ليطل من (الرسالة) على الشيخ الأكبر، يقول:
(سيدي شيخ الأزهر - لقد استبشرنا باختيارك لنا، فمرحبا بقدومك، وأهلا بمعهدك الذي نرجو الله أن يجعله ميمونا سعيدا على الإسلام والأزهر. نتوجه إلى فضيلتكم فنضع بين يديكم ما يأتي:
١ - لقد وعدنا الجميع بإزالة الكتب المقررة على المعاهد الدينية، لعدم صلاحها مطلقا وإبدال أخرى بها تكون ملائمة للعصر الذي نعيش فيه، فهل ستبحث فضيلتكم هذا الموضوع الشائك الذي من أجله شرد الكثيرون وبحت أصوات الباقين؟
٢ - لقد آمنت وزارة المعارف بالحكمة القائلة (العقل السليم في الجسم السليم) فأمرت بصرف الغذاء لجميع طلبتها أفلا تأمرون بصرف الغذاء لأبنائكم؟
٣ - لماذا يتسلم أبناء وزارة المعارف كتبهم المقررة والأدبية ونحرم نحن طلبة الأزهر ذلك؟ ألسنا من أبناء الأمة؟ ألم يصبح التعليم كله بالمجان؟ فلم هذا الفارق؟
نسأل الله تعالى أن يجعل نجاتنا على يديكم بعد أن أشرفنا على الغرق وإنا لمنتظرون)
ونحن نستبشر بما صرح به فضيلة الأستاذ الأكبر للصحفيين من أنه معنى بدراسة كتب المتقدمين والاستغناء بها عن بعض كتب المتأخرين، على ما في هذا التصريح من تحفظ قد يقتضيه المنصب الكبير، ونعده مقدمة لخير كثير نرجو أن نعتبره المرحلة الثالثة في إصلاح الأزهر بعد المرحلتين اللتين تمتا على يدي الإمامين عبده والمراغي، كما سبق أن أوضحنا.
ولا شك أن الاستغناء بكتب المتقدمين الموضوعية البليغة عن كتب المتأخرين الشكلية