العظمة أسماء جان دارك ومدام كوري وايمي جونسون. لما حكم النساء بجوار الرجال في اكبر الدول شأناً وارفعها مكاناً. فحرام أن يأخذ الرجل من كبريائه صدأ يغشى به عقل المرأة ليغرب خيالها عن ميدانه وكفى ما نعانيه لغيابها عنه من ركود في المجتمع، وشذوذ في العلائق، وخشونة في الحديث. وعقم في التفكير حتى أصبحنا أضحوكة الغرب إذ إننا نسخر من لهوه، ولا يأتي جدنا بجديد. . .
قال: يصعب على من تلدغه الحية أن يشعر نحوها بدافع من الرحمة أو العطف، وإذا صح لي أن أوافقك على بعض ما ذكرت عن المرأة فالسفور ابعد ما يكون عن تأييدي، وليكن لك فيه رأيك، ولكن دعني اكن على دين (الرسالة)
قلت: وما دين (الرسالة). . .؟
قال: الحجاب. . .
قلت: وكيف حكمت؟
قال: إلا تعلم أن مبدأ الصحيفة إنما يشتق من مبدأ كتابها، فعقيدتها هي عقيدتهم ورأيها هو رأيهم الذي ينادون به على صفحاتها. . .؟
قلت: هذا في السياسة أما في الأدب والاجتماع فمظهر النشاط فيهما هو تضارب الفكر واختلاف الرأي، والرسالة لا يمكن أن تنادي بالحجاب، ولكنها مع ذلك ميدان حر لأقلام الكتاب على اختلاف نزعاتهم. وإن كنت قد قرأت فيها للرافعي وصفه للحجاب انه (كالصدفة لا تحجب اللؤلؤة ولكن تربيها في الحجاب تربية لؤلؤية)، وقوله عن قاسم أمين انه (قد تكلف ما لا يحسن) فأغلب الظن انك لم تقرأ ما كتبه الزيات صاحب (الرسالة) عن المرأة والحجاب وهو يخالف الرافعي فيهما خلافاً بيناً؛ ففي العدد السابع من (الرسالة) تراه وهو يكتب عن شواهده (في العيد) يستنكر هذا الفتور الذي تقابل به أعيادنا في مصر والشرق، ويعزو ذلك إلى غيبة المرأة عن المجتمع وهو في ذلك يقول:(كرهنا الدور لاحتجاب المرأة، وهجرنا الأندية لغياب المرأة وسئمنا الملاهي لبعد المرأة وأصبحنا كالسمك في الماء أو الهباء في الهواء، نحيا حياة الهوام والتشرد، فلا نطمئن إلى مجلس ولا نستأنس لحديث) ولما أن همس الهامسون لما جاء في هذا المقال عاد الزيات في العدد التاسع إلى بسط رأيه ذاكراً أن (صلة الحجاب بالدين قد فرغ من توهينها العلماء من أمد