٣ - أن تلك الحوائل ليست سهلة كما يتوهم الناس استنادا إلى الصداقة الإنجليزية الأميريكية، بل هي صعبة عسيرة بالنسبة لهذه الصداقة الأميركية الإنجليزية، وأن عسرها، ويسرها موقوف على قرب أو بعد الحرب المقبلة، المقبلة حتما.
٤ - أن الحوائل سواء أكانت يسيرة أو عسيرة ستذلل قبل وقوع الحرب المقبلة، أما إذا رضا الشعب السوري أن يتغاضى عن الأميركان، وألا يلتفت إلى ألاعيبهم، وأن يسير مع الإنجليز مدفوعا مع عواطفه، وأن تتحد كلمة رجالاته وهيئاته على مد يدهم إلى العراق وإلى شرق الأردن ضاربا بالفوارق الأساسية والنظم القويمة لبناء الدولة، فعندها فقط تكون (سوريا الكبرى) لا جمهورية سورية ولا عراقية، بل ذيلا للمملكة العربية الهاشمية التي ربطت مصيرها بدولاب عربة الإمبراطورية البريطانية.
هذه هي الخطوة الاستعمارية الإنجليزية الجديدة التي سميتها تجوزا خطة الجنرال كلايتون.
إذن هناك حوائل تحول دون ربط العراق والأردن بسورية فما هي تلك الحوائل؟
- لست أدري كيف أسمي تلك الحوائل أو العراقيل الأمير كية ولا كيف أنعتها، لأنها أقرب إلى ألاعيب الصبية منها إلى المناورات الدبلوماتية.
يقول الأمريكان جهرا أنهم أبناء الإمبراطورية البريطانية البكر، وورثتها الشرعيون، وأن مصلحتهم التي قضت بوضع يدهم على بلاد اليونان والأتراك من جانب وعلى دولة إسرائيل والمملكة السعودية من الجانب الآخر تقضي أن تمتد إلى لبنان ليتم الاتصال من الجانبين. ويقولون ويجهرون بعدم رضاهم عن اتحاد عراقي سوري أردني يعرض وضعهم الساحلي للخطر، ولهذا تراهم يعملون على إحباط خطة سورية الكبرى عملا يماثل مساعي التي يبذلها الجنرال كلايتون وأعوانه على القد والمثل، يسخرون رجالا كرجاله من سوريا ولبنان والعراق منهم المسلم السني والشيعي والمسيحي الموراني والكاثوليكي والأرثوذكسي، والدر زي واليهودي أيضا.
هذا هو الواقع الذي رأيته ولمسته وسمعته، ولكني برغم ذلك أعتقد أن الأميركان لا يعملون أي عمل سياسي أو غير سياسي بغير حلفائهم الإنجليز، وكذلك لا يعمل الإنجليز عملا انفراديا بدون حلفائهم الأميركان. وأكبر ظني أن تلك الألاعيب أن هي إلا ضحك من السوريين، وأن الغرض منها أبعد كثيرا من غاية الضحك نفسها، وقد ألمس الحقيقة أو أدنو