منها إذا قلت أن الغرض الحقيقي هو إظهار العرب بمظهر غير الكفؤ لإدراك معاني الحياة الديمقراطية، وتقدير المسئولية الاجتماعية، وجهل السياسة إطلاقا.
سميت حوائل الأميركان ألاعيب صبيان، ويحسن أن أسميها ألاعيب أميريكانية على الطريقة الأميريكية وإلى القارئ مثلا أورده للتسلية والترفيه.
للبنانيين والسوريين جاليات موزعة في جميع أنحاء العالم هاجرت منذ زمن بعيد، واستقر بأكثرها النوى في أمريكا بلاد الاجتهاد والمغامرات والكسب، وقد صار لها فيها نشاط اقتصادي ملحوظ، ومكانة في التجارة محترمة، وسمعة في الأخلاق طيبة. ولكن هاتيك الجاليات، وعددها في ولايات أميركا المتحدة وغير المتحدة أكثر من عدد سكان لبنان، برغم البعاد البعيد، والمسافات الشاسعة الفاصلة، تحن دائما أبدا إلى الوطن وساكنيه، لا تألو جهدا في إمدادهم بالمال المعونة، كلما دعاها داع وطني أو قومي، أو استنجد بها مستنجد، حاكم أو هيئة أو راع ديني.
من هذه الجاليات، ولأول مرة في تأريخ الهجرة، قيل لنا بلسان الصحافة اللبنانية في الوطن والهجرة أن جمعيات لبنانية سورية، عددها حوالي الأربعين عقد رؤساؤها الأفاضل، مؤتمرا عاما في نيويورك أطلقوا عليه اسم (الأحلاف السورية اللبنانية لولايات أميركا الشرقية) قرروا فيه دعوة إخوانهم الأعضاء لزيارة الوطن والأهل.
لبى الدعوة نحو من ألف سيد وسيدة منهم الثري واسع الثراء، ومنهم المتوسط الحال، وأكثرهم من المتقاعدين عن العمل، وفيهم الصبي اليافع والفتاة الناضجة.
رحبت الحكومتان اللبنانية والسورية بالفكرة وتبنتاها، واتفقنا على تسمية هذا الحجيج الأول (بمؤتمر المغتربين) ونظمتا برنامجا للاحتفال بالمغتربين أضياف الحكومتين وقد رصدتا لهم مبلغا من المال وفرا ينفق بسخاء على إخواننا وأبنائنا (العائدين برؤوس أموالهم الضخمة يستثمرونها في بناء المصانع والمعامل وأحياء أرض الوطن).
لبيت أنا الدعوة، فلمست الذوق اللبناني الرفيع يتجلى في الدعوة التي أقامها لبنان في (عالية)؛ وتذوقت السخاء العربي والأنس البهيج في الحفلة التي أقامتها سورية في متحف آل العظم بدمشق، ورافقت المغتربين وحضرت أكثر الاحتفالات والاجتماعات والدعوات والزيارات المدبرة، وسعدت بلقاء إخوان وأصدقاء ومعارف لم يكن يخطر ببالي أن سألقاهم