موضوعها تحقيق نص رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وقد شرحت للجنة الامتحان ما لقيته من عناء في ذلك التحقيق وأكدت محافظتها في النص وتقديسها إياه، وكانت تجيب على بعض الأسئلة بأن (النص هكذا) وقد أفرطت في ذلك حتى خلنا أن (المنهج الجامعي) الذي سارت عليه ليس مغايرا (للفوتوغرافيا) ولم يكن ذلك فقط، بل إنها حملت على من سبقوها في تحقيق رسالة الغفران لأنهم (لم يحافظوا على النص) وشغلت بهذه الحملة نحو سبعين صفحة من الرسالة، مما جعل الدكتور طه حسين بك رئيس اللجنة يصفها بالزهو والغرور.
فما بال الدكتورة قد تخلت عن منهجها في المحافظة على النص إذ نسبت إلى أبي العلاء ما لم يقله! لقد تحدث أبو العلاء عن طباع الناس وخير بين معاشرتهم على علاتهم أو مفارقتهم، والمحقق أنه لم ير بقاع سويسرا حتى يحثنا على التشبيه بأهلها، ولو لم تقل الدكتورة (منذ أكثر من ألف عام) لفرضنا أن ثمة شاعرا آخر معاصرا غير المعري اسمه أبو العلاء. . .
ولو أن أحدا آخر غير الدكتورة فعل ذلك ببيت أبي العلاء، لكان الأمر أهون، لأنها ترى بل تعتز بالمحافظة على (النص) والشأن كما قال أبو العلاء في أول الأبيات التي جاء فيها ذلك البيت:
ما ركب المأمون في فعله ... أقبح مما ركب السارق
فسرقة السارق المعتاد على السرقة أمر عادي، أما المأمون المفروض فيه الأمانة فخيانته لا تغتفر. والدكتورة لما علمناه من حرصها على النص، في مكان (المأمون) فلم يكن يليق بها أن تصنع ببيت أبي العلاء ما صنعت.