صوره بين أمراء الشام ومن ورائهم أمير المؤمنين من جهة، وبين شجرة الدر من جهة أخرى، وقد انتهى هذا الصراع باعتزال شجرة الدر الملك. ولأن الصراع هنا لم يتخذ صورة بصرية، بل كان في صورة القصة على لسان بيبرس وقطز والرسول فقد غلب على هذا القسم جانب العرض التاريخي. على أن هذه الغلبة لا تنسينا أن نذكر للمؤلف توفيقه في ربط الأحداث التاريخية وتنسيقها في صورة فنية مشوقة؛ فكل مشهد لاحق نتيجة للمشهد سابق. وقد صب المؤلف المعلومات التاريخية في مشاهد مرئية كل مشهد منها يتضمن حادثا، وكل حادث مليء بالحركة فلم تطغ هذه المشاهد التاريخية، على الحركة المسرحية.
. . . وتدور أحداث الفصل الثالث في قاعة العرش بقصر القلعة. . . فنرى هيام وأقطاي وقد اتفقا على الإيقاع بين الملك عز الدين أيبك وشجرة الدر الزوجة. وتأتي شجرة الدر فنسمعها تحدث نفسها. . وتعاهد الله على أن تحمي مصر، وتعمل على إبعاد كل من تحدثه نفسه بالإساءة إليها. . وتخرج شجرة الدر. . ويأتي أمراء المماليك والمصريون. . فيطعن أقطاي في المصريين فيحدث النزاع بين الجانبين من جديد، ويدافع قاضي من القضاة عن المصريين. . وتدوي الأبواق. . ويأتي الملك عز الدين فيجلس على العرش. . ويحييه نائب عن المصريين. . فيرد عليه الملك. . وفي رده الزهو على مصر. . والطعن في شجاعة المصريين. . واتهامهم بالفرار من ميدان القتال: فيدفع قاضي القضاة التهمة عن المصريين. . فينهره الملك. . ويأمر المصريين بأن يمضوا في شأنهم حتى يصدر أحكامه فيهم. . ويثير أقطاي حفيظة الملك عليهم. . فيعلن أنه سيذيقهم نقمته وسيعزل قاضي القضاة والوزير. . وهنا يطلب منه أقطاي أن يتمهل حتى لا يغضب شجرة الدر!. . فيتراجع عز الدين. . ويطلب منه أقطاي أن يأخذ رأيها!. . . ويهم الملك بالخروج، فتدخل هيام. . وتخلو به. . وتخبره أنها رسوله من قبل زوجه أم علي. . وأن ولده مريض. . فيضطرب ويخبرها بأنه سيزورها. . فتطلب منه أن يحاذر حتى لا يغضب شجرة الدر، فلا يبالي بتحذيرها. . . وتأتي شجرة الدر لترده عن استبداده بالمصريين، وتسدي إليه النصح فلا يستمع لها. . وينكر عليها تدخلها. .
وفي الفصل الرابع. . نرى شجرة الدر تنظر في مرآتها، متحسرة على الشباب الذي ولى.