٤ - بعد الوثوق من التجاء (دخالة) طيء والاستفادة من
قواتهم، التقدم بجميع القوات نحو بزاخة لضرب جيش طليحة
الحركة:
وبعد عودة أبي بكر إلى المدينة وإشاعة خبر مسيره من المدينة بالباقي من المسلمين نحو خيبر نظم خالد قواته وجعل على كل قسم منها قائداً، وكان ثابت ابن قيس على الأنصار
وتحرك خالد من ذي القصة في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) أو شهر تشرين الأول (أكتوبر) سنة٦٢٢ ماراً بربذة ووادي الركبة ومنحدراً إلى وادي الرمة، وقبل أن يصل إلى منتصف الطريق مال إلى اليسار يريد بلاد طيء، ولقد نجحت حركة الإغفال التي أشاعها أبو بكر لأن طيئاً التي كانت تستهزئ بالخليفة وتكنيه بابن الفصيل صارت تخشى بأسه لما سمعت خبر تقدم جيشه نحوها، فأقنع عدي بن حاتم قبيلته وحذرها سوء العاقبة قائلاً لبني قومه:(لقد أتاكم قوم ليبيحن حريمكم). فطلبوا منه أن يؤخر تقدم جيش خالد حتى يسترجعوا من لحق بطليحة في بزاخة وهم جديلة وغوث وآخرون
وكانوا يعلمون انهم إذا خالفوا طليحة بينما بنو جديلة وبنو غوث في بزاخة يبقيهم عنده رهائن ويجبر طيئاً على الالتحاق به وكانت حجتهم عند طليحة طلب إخوانهم من بزاخة، لأن خالداً قادم نحوهم فهم يريدون أن يستنجدوا بهم للدفاع عن بلادهم قبل أن يصل جيش المسلمين
وخرج عدي إلى خالد ولاقاه في السح، فطلب منه أن يبقى فيها مدة قصيرة حتى يتخلى من في بزاخة عن طليحة ويعود إلى بلاده فوقف خالد في السح فتفرقت غوث من بزاخة وعادت إلى بلادها فأراد خالد أن يتقدم إلى الأنسر ليلجئ جديلة إلى ترك طليحة أيضاً بيد أن عدياً طلب منه أن يتريث حتى لا يفسد عليه ما دبره فعادت جديلة أيضاً إلى بلادها وهكذا تم لخالد ما أراده فانفصلت طيء تماماً عن المرتدين وجددت إسلامها وأمدت خالدا بألف مقاتل وهكذا طبق القسم الأول من الخطة