وحياة شعرية هي عندي ... صورة من حياة أهل الخلود
أو يقول في (الجنة الضائعة).
لا نسأم اللهو البريء وليس يدركنا الفتور
فكأننا نحيا بأعصاب من المرح المثير
فأجنحة السكون، وصدر التراب، والحياة الشعرية، والأعصاب التي هي من المرح المثير. . . كل تلك التعبيرات الرقيقة في ألفاظها، تحمل ما تحمل من عمق الفكرة وسمو الأداء.
وشعر المناسبات عند أبي القاسم قليل إن لم يكن معدوما، بيد أن له في الوطنية شعرا رقيقا قويا.
ومن أقوى ما قاله في شعره الوطني قصيدة (ليتني) المنشورة بالعددين (٧٠، ٦٦٤ من الرسالة) التي يقول في مطلعها:
أيها الشعب ليتني كنت حطابا ... فأهوى على الجذوع بفأسي
ومن شعره القوي في هذا الموضوع قصيدته التي يقول فيها: -
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ... ولا بد للقيد أن ينكسر
أما بعد: فما قصدنا بكلمتنا إلا إشارة عابرة إلى تلك العظمة في عالمها النوراني الساحر؛ وعلى كل حال فأفضل من عجز المحيط طاقة المشير.
وإنا لنتجه بمناسبة هذه الذكرى إلى أدباء العربية قاطبة في جميع بلدانها من مصر إلى المهجر الأمريكي، ومن فلسطين إلى تونس آملين أن يقوموا بواجبهم آراء هذا الشاعر الشاب الذي هوى من علياء سمائه وهو لا يزال في ميعة العمر، وريق الشباب، فيخرجوا للحياة (من أغاني الحياة) لتأخذ طريقها إلى المكان اللائق بها في المكتبة العربية الحديثة.
ألا رحم الله تلك الروح، وضمها إلى أفيائه وفي ظلال جناته، وجزاها على ما قدمت لأمتها خير الجزاء.
رجاء عبد المؤمن النقاس