وشموس وضاءة ونجوم. . ... تنثر النور في فضاء مديد
ويقول في قصيدته (قلب الأم).
يصغي لنغمتك الجميلة في خرير الساقية
في أنه المزمار في لغو الطيور الشادية
في ضجة البحر المجلجل في هدير العاصفة
في لجة الغابات في صوت الرعود القاصفة
في فتنة الشفق الوديع وفي النجوم الباسمة
في رقة الفجر البديع وفي الليالي الحالمة
في رقص أمواج البحيرة تحت أضواء النجوم
في سحر أزهار الربيع، وفي تهاويل الغيوم
في مشهد الغاب المجرد والورود الهاوية
في ظلمة الليل الحزين، وفي الكهوف العارية
وهكذا. . . هكذا، صور وتشبيهات خلابة، استمدها من الطبيعة، وأضفى عليها من روحه الحية الكثير، مما يحمل القارئ على الظن بأن هذا اللون من الشعر جديد في بابه، بالرغم من إيغاله في القدم.
ووحدة القصيد من المميزات الواضحة في شعرأبي القاسم؛ فلا يكاد القارئ يحس، من مطلع القصيدة إلى ختامها، لنشاز بيت واحد أو نبوه أثرا. وهو مجدد في تعبيراته فضلا عن أفكاره، ألمس ذلك في كل شعره، وأحسه كلما أقبلت عليه أقرأه في أي موضوع كان.
يقول في قصيدته (يا شعر) واصفا الموت:
يأتي بأجنحة السكون كأنه الليل البهيم
لكن طيف الموت قاس، والدجى طيف رحيم
ويقول فيها أيضا:
أرأيت أزهار الربيع وقد ذوت أوراقها
فهوت إلى صدر التراب وقد قضت أشواقها
ويقول في (صلوات في هيكل الحب).