للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم ماذا.! هذا أتاصرت في الدني ... ابعيدا عن لهوها وغناها

في ظلام الفناء أدفن أيا ... مي ولا أستطيعحتى بكاها

وزهور الحياة تهوى بصمت ... محزن مضجر على قدميا

جف سحر الحياة يا قلبي البا ... كي فهيا نجرب الموت هيا

أو يقول في قصيدته (ألحاني السكري) معبرا عن حبه العميق للحياة:

أيها الدهر! أيها المن الجا ... ري إلى غير وجهة وقرار

أيها الكون! أيها الفلك الدوار ... بالفجر والدجى والنهار

أيها الموت! أيها القدر الأعم ... ى قفوا حيث أنتموا أو فسيروا

ودعونا هنا تغني لنا الأح ... لام والحب والوجود الكبير

ولكنه يشعر بقلبه الكبير أن الدهر، والزمن، والكون، والموت لن يتركوه تغني له الأحلام والحب والوجود الكبير فسيستدرك استدراك الحس الرقيق:

وإذا ما أبيتمو فاحملونا ... ولهيب الغرام في شفتينا

وزهور الحياة تعبق بالعطر ... وبالسحر والصبا في يدينا

حقا! إن كل إنسان محب للحياة. . . ولكن هناك تفاوت في سمو الحب بمقدار تفاوت النفوس البشرية. . .! وأبو القاسم صاحب نفس رقيقة نبيلة يحب الحياة في أرق شيء فيها وأنبله، أنه يحبها في الحب نفسه، فيود أن يموت وعلى شفتيه لهيب الغرام وزهور الحياة والصبا في يديه. ولأبي القاسم ولع بالطبيعة فنفسه الشاعرية مرآة صافية وبيئة سواء في (توزر) أو في (عين دراهم) بيئة طبيعية الجمال، فلا عجب إذا انعكست صورها في مرآة نفسه، فاستمد تشبيهاته منها وصورها لنا تصويرا خليقا بالإعجاب في جل شعره إن لم يكن في كله. . .!

يقول في قصيدته (صلوات في هيكل الحب).

عذبة أنت كالطفولة كالأح ... لام كاللحن كالصباح الجديد

كالسماء الضحوك كالليلة القم ... راء كالورد كابتسام الوليد

ويقول فيها: -

في فؤادي الرحيب تخلق أكو ... ان من السحر ذات حسن فريد

<<  <  ج:
ص:  >  >>