بالثمن العادي عدة مرات حتى أصبحت السوق منها في حالة تشبع، فلو أعيد طبع مثل هذه الكتب طبعات شعبية لفتحت سوقا جديدة رائجة تعود بالخير على البلاد. وأمامنا في هذا وغيرها.
وختاما تفضلوا بقبول فائق الاحترام.
محمود طه
تعقيبي على هذه الرسالة يشمل ما يلي:
١ - هل الموظفون يريدون أن يقرئوا ولكنهم لا يستطيعون شراء الكتب؟ أنا لا أسلم بهذا، فأن أي موظف يمكنه - إذا أراد - أن يستعيض عن الجلوس في القهوة بالقراءة، وما يبذله في الأولى يكفي للثانية، وهل هم - وأعني بكل هذه الغالبية لا الجميع - يستفيدون من الكتب الزهيدة الثمن التي أشار إليها الأستاذ؟ أو هل يستفيدون من دور الكتب العامة بالقراءة فيها والاستعارة منها؟ وهناك غير دار الكتب المصرية مكتبات في كثير من المصالح والدواوين وكثير من عواصم الأقاليم وخاصة مكتبات المدارس والمعاهد والكليات. أنا شخصيا قرأت أكثر ما قرأت عن طريق الاستعارة، فلم تسعفني الظروف دائما بشراء ما أردت من الكتب، ومن المعروف نفسيا أن مستعير الكتاب يسرع إلى قراءته أكثر ممن يشتريه، ولهذه الحقيقة فضل علي كبير. . .
٢ - إذا سلمنا أن مسألة الثمن مشكلة، فهي مشكلة، فهي مشكلة الراغبين في القراءة ذوي الدخل القليل، وهم نادرون، والكثرة لا نريد أن تقرأ كتبا ولو أهديت إليهم.
٣ - أثمان الكتب عندنا أقل من البلاد الأخرى، والكتب الرخيصة الثمن التي تصدر في إنجلترا مثلا، هي كتب قديمة يعاد طبعها بنفقات قليلة بعد أن شبع أصحابها كسبا.
٤ - انصراف الناس عن قراءة الكتب يرجع بعض أسبابه إلى المؤلفين، فهؤلاء لا يكتبون في مسائل العصر ولا يصورون واقع الحياة، وإنما يهربون إلى التاريخ والدراسات، أو يعتكفون مع تأملاتهم العاجية، فالنتيجة المؤسفة أن الناس ينظرون في الكتب فلا يجدون أنفسهم فيها، فيرغبون عنها إلى الصحافة التي تربطهم بها بالواقع وتعرض عليهم صور الحياة
٥ - أرى أننا نسرف كثيرا في الغض من شأن الصحافة من حيث فائدتها في القراءة، أو