للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دمشق خير منه، وكان فيمن خرج معهم القاضي أبو عبد الله بن النصيبي الحسيني وجلة شيوخ البلد. ولما بلغوا داريا مانع أهلوها بالسلاح في رحيل إمامهم إلى دمشق وخلو بلدتهم من فضله، فقال لهم قاضي دمشق:

- يا أهل داريا، أما ترضون أن يشيع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إلى إمام داريا ليصلي بهم؟ فقالوا:

- رضينا، وألقوا السلاح

هذا، ويدل على مبلغ عناية المحقق الفاضل الأستاذ الأفغاني الذي أخرج لنا تاريخ داريا بهذا الضبط والإتقان أن الناسخ لهذا التاريخ شبه عامي، فكثرت أخطاؤه في أعلام الرجال وأنسابهم تحريفا أو أسقاطا، فاقتصر المحقق في الحواشي غالبا على ما يتعلق بتحقيق النص وضبط أعلامه وشرح لغوياته، ولم يتعرض لذكر الروايات المختلفة للحديثلأن نهجه الذي رسمه لنفسه أن يخرج للناس أصلا مضبوطا لا شرحا مبسوطا، ولم يغفل مع ذلك ذكر وفيات الرجال التي تركها المؤلف الذي لم يذكر من ٤٧ ترجمة إلا وفيات سبعة من أصحابها.

إن الأستاذ الأفغاني مثال لرجال العلم المفتونين بدمشق بالعلم والأدب، والذين وهبهم الله للتحقيق جميل الصبر والدأب، قابل الله جميل صنعة للآداب، بجميل حمده والثواب.

دمشق

عز الدين التنوخي

عضو المجمع العلمي العربي

كتاب الخطابة لأرسطو طاليس

ترجمه وقدم له وحقق نصوصه وعلق حواشيه الأستاذ الدكتور

إبراهيم سلامه

للأستاذ أحمد محمود الحوفي

<<  <  ج:
ص:  >  >>