للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حنين.

واقتضى ذلك أيضاً أن يعرض لآراء أبن المعتز وأصالتها وتأثر بعضها بأرسطو وخاصة ملائمة الأسلوب التي سماها العرب ملائمة الكلام لمقتضى الحال.

والمذهب الكلامي الذي أخذوه من جدل أرسطو ومنطقه.

ثم عرض لتأثر قدامة بن جعفر بأرسطو، وأحال من أراد التوسع على كتابه الآخر (بلاغة أرسطو بين العرب واليونان).

وقد أحسن صنعا بأن قدم لكل فصل من فصول الكتاب بكلمة موجزة جمع فيها ما تفرق من فقراته، ليدرك القارئ إدراكا جمليا ما في الفصل من أفكار، لأن أرسطو لم يكن يكتب كما يكتب المحاضرون كتابة مرسلة مترابطة، بل كان يكتب فقرات في الموضوع الواحد كل فقرة تحمل فكرة.

وأحسن صنعا بهذه التعليقات القيمة التي أضافها إلى الترجمة وهي كثيرة قلما خلت منها صفحة، كما أنه ذيل الكتاب بفهرس مفصل يوضح معالمه، ويرشد إلى أجزاء كل موضوع منه.

وبعد:

فإن الدكتور إبراهيم سلامة قد نفح الأدب العربي بهذه الترجمة نفحة عظيمة القدر بالغة الأثر، وحقق ما كان يصبو إليه الأدباء والباحثون منذ عهد بعيد أن يقرئوا خطابة أرسطو كاملة النقل دقيقة الأداء صائبة الترجمة ممتسقة الموضوع، وما من شك في أن هذه الترجمة عمل أدبي عظيم جدير بالإشادة والتقدير.

وأن الأدب العربي ليتطلع في شوق إلى الجزأين الآخرين من كتاب الخطابة، وإلى (بلاغة أرسطو بين العرب واليونان)، ويشرأب في لهفة إلى كتاب أرسطو في الشعر، ويدفعه إلى ذلك ما يتمتع بع الدكتور سلامه من بسط وعمق في الثقافة، ومقدرة على تذوق البلاغة العالية في الفرنسية والعربية، واقتدار على التعبير الطيع، ومكانة ملحوظة مرموقة.

أحمد محمد الحوفي

المدرس بكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول

<<  <  ج:
ص:  >  >>