للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التقدم، فعطلوا العالم عن بلوغ أهدافه السامية، وعكروا صفو السلام السياسي والاقتصادي، وإلى هؤلاء الباحثين يرجع الفضل في الكشف عن أسرار الخراب الأوربي في القرن الماضي، وبحسبهم أنهم رفعوا النقاب الأسود عن وجه القارة، وتتبعوا الأساليب اليهودية في كل مضمار، ووقفوا على خبايا الاستعمار، وخفايا السياسة (الأنجلو يهودية) مع الدقة والإخلاص في الشرح والتشريح.

ولسنا نجد أقرب من الكاتب الفيلسوف (هـ. ج. ولز) وهو إنجليزي لحماً ودماً وهو يشهد أمام محكمة التاريخ فيقول: (وإذا قامت أسرة روتشيلد بتحرير اليهود فإنما تحرر نفسها، وستسترد ما تنفق من مال بفضل تعاون اليهود الذي يقتضيه فعل المعرف، ويظهر أن ولاءهم لبني جلدتهم كان غريزة ركبت في طبعهم، كاتحادهم الطائفي، ودأبهم على العمل، على الرغم من أن رسائلهم وأساليبهم العملية لا توحي للباحث بهذا الرأي).

وليتأمل معي كل بصير هذه العبارة (وستسترد ما تنفق من مال) ولنذكر إلى جانبها عبارة أخرى للكاتب الفيلسوف بصدد تبرير هذه السياسة إذ يقول (إن أعمالهم كلها عادلة تبررها مقاييس العصر)، وهكذا صدق المثل العربي (إن العصا من العصية وهل تلد الحية إلا حية).

ليت العرب يعلمون هذا، ويعملون بقول شاعرهم:

لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا

محمد محمود زيتون

<<  <  ج:
ص:  >  >>