للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليعرف قصة رجل ضيعه طمع طبيب ليس من بني الإنسان. وأحس الرجل بالبهر والإعياء من طول الحديث فألقى بنفسه على فراش وعلى وجهه سمات الجهد والضنا. ونظر طبيب المصحة في غيظ وإشفاق ثم قال (آه، لو أن قانوناً يقول: النفس بالنفس. . .!) ثم عزم على أن يحيي موات الأمل في نفس هذا العليل المتداعي ليكون روح صبية صغار يترجون أباهم، فأصر على أن يستأصل الداء من جذوره رغم أن المريض لا يقوى على وطأة المخدر لضعفه وتهالكه. وأمسك الطبيب الطيب بالمنشار يقد ضلوع المريض وهو يرى ويسمع ويحس ويتألم ولكنه كظم صيحات نفسه فلم ينبس بكلمة.

وخرج المريض من المصحة، بعد حين، ليرى. . .

قال صاحبي (وخرج المريض من المصحة، بعد حين، ليرى الطبيب الذي غاله ماله وأسكبه من صحته وختله عن شبابه. . . ليراه ما يزال في عيادته ذئباً بين شياه، يستمتع بالأمن والسلام لأنه فوق القانون، يقتل بمشرط من القانون ويسلب بدهاء من القانون ويسرق بحيلة من القانون ويخدع بإذن من القانون. . .!)

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>