للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بغيبوبة من تسمم السكر كان الجلوكوز مع الأنسولين هو الدواء الوحيد المنقذ، وكأنما يسري عليه القول (وداوها بالتي كانت هي الداء).

حتى إن أولاد مرضى السكر عند بدء ولادتهم يعالجون بالجلوكوز، فإن الأم المريضة بالسكر يولد طفلها ونسبة السكر في دمه قليلة في الساعات الأولى من حياته، فيعطى سكر الجلوكوز فوراً لتعويض هذه القلة بمقدار خمس نقط في الفم من محلول جلوكوز خمسين في المائة كل نصف ساعة في الست ساعات الأولى من حياته، وإلا فإنه يكون عرضة للموت نتيجة قلة السكر في الدم.

وللعسل تأثير ملطف يزيد في إفرازات الفم فيفيد في حالات صعوبة الابتلاع وجفاف الزور وفي حالات السعال الجافة. ولذلك أدخل طبياً في تركيب كثير من الغراغر وأدوية السعال، وكان يصفه (جالينوس) في آلام الصدر، وسبق أن أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال (نعم الشراب العسل يرعى القلب ويذهب برد الصدر).

والعسل ملين لطيف، فابدأ صباح كل يوم بتناول ملعقة كبيرة منه تستفد غذاء وتجد فيه مليناً.

وقد أثبتت التجارب التي عملت بمعهد باستير أن كيلو العسل يفيد الجسم بما يوازي ٣ ونصف كيلو لحم و١٢ كيلو خضروات.

والعسل معقم ومضاد للفساد لأن أي ميكروب لا يستطيع أن يعيش فيه طويلا إذ أن درجة تركيز العسل تجذب الماء من أجسام الجراثيم فتبيدها.

وقد يسأل سائل لماذا لا يكون في الفواكه التي تشبه العسل في طعمها، ما في العسل من الفائدة؟ فنقول إن السكر الذي بها هو سكر القصب أو أنواع أخرى ليس لها ما للجلوكوز من مميزات علاجية؛ كما أن الفواكه لا تحتوي من الجلوكوز إلا على نسبة ضئيلة لا تغني شيئا.

ولا يفوتني هنا أن أنوه بسائل آخر يخرج من بطون النحل من مؤخرة الجسم عن طريق آلة اللسع وهو سم النحل، جعل فيه شفاء لبعض الأمراض، إذ قد لسع النحل بطريق المصادفة مريضاً بالروماتيزم بجوار مفصله المريض وكان عجباً أنه شفي بعد اللسع، ذلك حدا بعض المعامل إلى إجراء أمثال هذه التجارب على مرضى الروماتيزم واللمياجو

<<  <  ج:
ص:  >  >>