فنرى أن العسل يحتوي على مواد يحتاج إليها الجسم كالحديد والفوسفات وغيرها بخلاف ما فيه من سكريات.
أما الجلوكوز الموجود فيه فهو بيت القصيد، فهو يعطى الآن في الطب دواء وحقنا تحت الجلد وفي الوريد ويعطى حقناً شرجية أيضاً كمغذ ومقو، وهذه الحميات كالتيفود وغيرها، وهذه النزلات المعدية والمعوية وما يكتنفها من قيء وإسهال، وهذه الأمراض المزمنة كضعف القلب، وهذه التسممات من احتباس البول مثلا أو من مواد خارجية كالزرنيخ، كل هذه الأمراض يفيدها الجلوكوز ويسير بها إلى طريق الشفاء.
وكم رأينا من مريض منع في علاجه عن الأطعمة، فكان سكر الجلوكوز هو الغذاء والدواء، فهو سهل في امتصاصه سريع في فائدته.
وكم رأينا من طفل صغير أصابته الإسهالات التخمرية من استعمال المواد السكرية، فلما وضع له العسل في اللبن بدلاً من السكر، استفاد جسمه وتحسنت حالته، حيث أنه سهل هضمه، سريع امتصاصه، فلا يجهد الغدد في تحليلها، ولا الخمائر في تحويلها، كما أنه لا يسبب غازات بالأمعاء. وتلك ميزة عظيمة من ميزات العسل.
هذا فضلا عن أن العسل لا يتلف الأسنان كالمواد السكرية، بل أنه لتعالج به اللثة في الأطفال عند التسنين، وذلك بأن تمسح اللثة المحتقنة بالعسل، وما معظم الأدوية المسكنة للثة إلا ويدخل في تركيبها عسل النحل.
وكم رأينا من مريض بالبول السكري وهو من احتمى في غذائه من السكريات، إذا أصيب