للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن في هذين اللونين من الشعر ما يرضى عنه (الأداء النفسي) كما تقول، فهل يتاح للشعر العربي شاعر مجنح عظيم يغترف صوره وأفكاره من (جبران) المنطلق الرحب، ويشيد قوالبه وأساليبه من نسج (الرافعي) المحتشد الرصين؟ عند ذلك تتطلع الأرواح والقلوب إلى (أبي الطيب) الجديد الذي يصبح أرث الخلود وهوى النفوس وشغل الزمان!

لا يا أخي أنور، إني ما شممت من كلامك رائحة اختلاف في الرأي، ما أحسب أنا اختلفنا في أمر وإنما نحن على ائتلاف في وجهات نظرنا إلى الأدب والأدباء ومشكلة الكتب وأزمة القراء. . وبحسبك أن تعلم أن هذه الأبيات التي قالها شوقي على لسان ابن ذريح برغم ما فيها من تحريف في البيت الأول اقتضاه المقام، إنما كان لسان حالي ويسرني أن أسجله مرة ثانية فأقول:

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

وبعد فما أحسب هذه المطالب متعبة وما أراها مضجرة، لأنها ستظل أبدا جزءا من تعقيباتك ولعلها تصبح تعقيباتك كلها في الغد القريب، فإن قلمك سينشط بعد هذا اليوم للدفاع عن المرأة التي صدها مجتمعها عن ولولج بابه والسير في رحابه والوصول إلى محرابه، حتى تنجلي أزمتها وتنكشف غمتها وما أنا إلا إحدى الحبيسات الشهيدات. والله يتولاك برعايته كفاء دفاعك عنا إحسانك إلينا.

دمشق

هجران شوقي

أعتقد أن الشاعرة السورية المطبوعة الآنسة هجران شوقي توافقني على إرجاء التعقيب إلى الأسبوع المقبل، لأن رسالتها المطولة قد طغت على الصفحات الأربع المخصصة للتعقيبات. . . وأعتقد مرة أخرى أن القراء سيلتمسون لي بعض العذر إذا ما شغلت عن أسئلتهم حول كثير من شؤون الأدب والفن، بالجواب عن هذه الرسالة في العدد القادم، ذلك لأن الشاعرة الفاضلة قد طرقت أبوابا جديدة تقف خلفها أكداس من الخواطر والمشاعر بعضها في الأدب، وبعضها في النقد، وبعضها في الحياة!

ويبدو لي أنني سأختلف مع الآنسة هجران حيث ينبغي أن نختلف وسأتفق معها حيث يجب

<<  <  ج:
ص:  >  >>