للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

اشترك مع المؤلف في المباعدة بين شخصية شبيب وبين الواقع، فقد بدا في (التزلك) برجليه والدرع اللامع على صدره كأنه من عساكر الرومان.

وفي المنظر الأول رأينا الوزير يدخل على الخليفة فزعاً صائحاً يطلب النصفة من الحجاج لأنه اعتدى على أعوانه، وأعتقد أن التصرف اللائق بالوزير وبالخليفة أن يدخل الأول هادئاً ويسلم بالخلافة فيؤذن له بالجلوس فيجلس ويبث شكايته ورأينا الحجاج (رئيس الشرطة) يدخل على الخليفة وبيده سوط، وقد يكون هذا مقبولاً، ولكن ما أظن لائقاً أن يرفع الشرطي السوط أمام الوزير لإرهابه في حضرة أمير المؤمنين!

وقد أدى الأستاذ زكي طليمات دوره في تمثيل شخصية الحجاج فأحسن الأداء، فقد اندمج فيها وخاصة في المناظر الأخيرة فقد لمحت شيئاً من (زكي طليمات) في البدء، ولكني افتقدته بعد ذلك تماماً حتى لم أعد أرى غير الحجاج.

ولم يكن جهد الأستاذ زكي طليمات في الإخراج قاصراً على الرواية، فقد أخرج أيضاً هؤلاء (الأولاد) الذين أظهروا على المسرح كفاية ممتازة تبعث الاطمئنان على مستقبل المسرح في مصر.

قامت نعيمة وصفي بدور الأهوازية، فبرعت في تمثيل الفتاة الجريئة المتهكمة والأنثى المذلة، وكانت معبرة بصوتها وحركاتها حسنة الأداء للجرس العربي، وهذا قليل في الممثلات، وهي ميزة تمتاز بها هذه الفرقة ممثلين وممثلات. وقد وصلت نعيمة وصفي إلى القمة في المنظر الثالث عندما كانت تحاور الحجاج في شأن خطبته لابنه عبد الله بن جعفر، ولكن ضعفها كان ظاهراً في المنظر السادس عندما أتت تفاوض الحجاج من قبل شبيب، كانت ضعيفة وانية، ولعل ذلك لتعبها.

وقد ظهر باقي الممثلين والممثلات في أدوار قصيرة، وقد أحسن كل منهم في تأدية دوره، وخاصة عبد الغني قمر وسعيد أبو بكر وعبد الرحيم الزرقاني وصلاح سرحان وفوزية مصطفى وسناء جميل وملك الجمل ومحمد الطوخي وأحمد الجزيري.

وكان توفيق الجميع ظاهرة سارة، لتحقيق أمنية (فرقة المسرح المصري الحديث) التي طالما داعبت الأحلام.

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>