وكان جل العناية موجهاً إليه ثم إلى الفتاة الأهوازية، وكان رسم الشخصيتين منطقيا سليما وإن كان في علاقتهما شذوذ، وهو شذوذ يقع في الحياة. وليس في المسرحية عناية ذات شأن برسم شخصيات أخرى، وإن كان تقديم سائر الشخصيات طبيعياً فيما عدا شخصية شبيب الخارجي، فقد رأيناه على المسرح على غير ما نعلمه في التاريخ وعلى غير ما يوافق فكرته الثورية الدينية، رأيناه كلفا بحب الأهوازية يلح عليها في مبادلته الحب، وتفاجئه زوجه وأمه وهو مع الأهوازية في حالة تقبيل. . وقد نشأت من ذلك مشكلة هي غيرة الزوجة ونكوصها عن مشاركة زوجها في القتال لخيانته إياها، ثم انتهى الموقف انتهاء خطابيا لا يحل المشكلة، فكان الحل (مكلفتا!)
وقد جنح تيمور إلى تغليب جانب التحليل على جانب السبك، حتى أنه لم يحفل بترتيب نهاية مفاجئة، وهذا اتجاه فني لا غبار عليه، وقد سلكه مع المحافظة على اجتذاب المشاهدين إلى النهاية، وهي مقدرة لا يستهان بها، ولكني أريد النظر في محور القصة الذي يقوم عليه التشويق المسرحي، وهو العلاقة التي بين الحجاج والأهوازية، بدأت هذه العلاقة قوية مشبوبة في أول المسرحية واستمرت متصلة الحوادث حتى نهاية المنظر السادس، ثم كانت في المنظرين السابع والثامن على صورة واحدة، فتاة تعني بمن كانت تحبه عناية عطف ووفاء، وأرى بذلك أن هذا المحور انتهى قبل انتهاء المسرحية بمسافة كبيرة، وسد الفراغ بأشياء أخرى غيره كعرض مرض الحجاج ومناقشته لطبيبه، وقد طال ذلك حتى بدا فاترا لولا بعض المسليات كحركات الخصي (بهروز) ودخول الأعرابي على الحجاج.
وقد أخرج المسرحية الأستاذ زكي طليمات ومثل الحجاج، ولا بد أنه بذل جهداً كبيراً في ذلك، وخاصة أنه بصدد إعداد فرقة جديدة وإظهارها على المسرح أمام الجمهور لأول مرة، وقد وفق على رغم ذلك في الإخراج والتمثيل إلى حد كبير، فكانت أوضاع الممثلين وحركاتهم وأصواتهم طبيعية منتظمة، وكانت الإضاءة معبرة ومطابقة لأوقاتها، وكان منظر الصواعق ولهب الاحتراق رائعاً، وقد تجلت فيه طريقة زكي طليمات في التعبير بالمناظر والإيحاء بالأضواء، وزاد هذا المنظر روعة إصرار الحجاج على مواصلة الرمي وما لابس ذلك من قوة التمثيل وكانت المناظر والملابس موافقة، بيد أني أرى أن المخرج