حيالها حائراً جامداً سليب العزم لأن الواقع صارم في إقناعه.
أمامك الآن يا سيدي مشكلة التعامل بالفائدة. . . وماذا يعمل الفلاح الذي لا يجد من يقرض الله قرضاً حسناً ويزجره دينه عن أن يدخل في بنوك التسليف في معاملات تقوم على أساس ربوي.
وأمامك الآن يا سيدي أوراق اليانصيب التي يصرف إيرادها في بناء دور الإسعاف والمبرات والإنفاق عليها في زمن قبضت الكرزة فيه الأيدي عن البذل في سبيل الله؛ وهذا النوع كما نراه لا يوقع الشيطان بين المساهمين فيه العداوة والبغضاء.
وأمامك يا سيدي موضوع التأمين على الحياة الذي تكالب عليه الناس وخاصة طوائف الموظفين الذين لا تدع لهم تكاليف الحياة ما يدخرونه لبنيهم من بعدهم - وحرص الآباء على سعادة أبنائهم من بعدهم غريزة فطرية لا مناص للمرء من الاستجابة لها أو قضاء حياته في بلبلة واضطراب. وأمامك الآن مشكلة الطلاق وتعدد الزوجات، تلك التي تهدد الأسر وتزلزل كيانها وتعصف بهنائها وتشرد أولادها، وأمرها متروك بلا عاصم ولا ضابط، فشاع التذمر والمقت في كل الأوساط.
وأمامك يا سيدي هذه الهيئات التي تسمي نفسها إسلامية وليس للإسلام فيها ظل من ظلاله أو سمة من سماته، ولا يأخذ رجالها أنفسهم بالتزام مبادئه وتعاليمه. وأمامك يا سيدي غير هذه المشاكل مما لا تتسع له هذه العجالة ولا يخفى عليك. فأقدم على بركة الله وسلط عليها من إيمانك وعلمك وعزمك ما يفل حديدها ويجلو دجنتها ويزيل لبسها ويبين للناس موقف الإسلام منها في صراحة ووضوح. وفقك الله إلى كل خير، وكتب للإسلام على يديك النصر والغلب.
فرشوط
عبد الفتاح محمد حماد
بتفتيش المعارف بفرشوط
على حد منكب
زارني بعض إخواني بمنزلي وكنت بين كتبي التي آنس بها وأسكن إليها وقال أحدهم: